قوله تعالى : وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين  
قوله تعالى : وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور   هذه الآية تفسر معنى قوله تعالى : وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة    . قال أبو عبيدة    : المعنى : زعزعناه فاستخرجناه من مكانه . قال : وكل شيء قلعته فرميت به فقد نتقته . وقيل : نتقناه رفعناه . قال ابن الأعرابي    : الناتق الرافع ، والناتق الباسط ، والناتق الفاتق . وامرأة ناتق ومنتاق : كثيرة الولد . وقال القتبي    : أخذ ذلك من نتق السقاء ، وهو نفضه حتى تقتلع الزبدة منه . قال وقوله : وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة  قال : قلع من أصله . 
واختلف في الطور  ، فقيل : الطور  اسم للجبل الذي كلم الله عليه موسى  عليه السلام وأنزل عليه فيه التوراة دون غيره ، رواه  ابن جريج  عن ابن عباس    . وروى الضحاك  عنه أن الطور  ما أنبت من الجبال خاصة دون ما لم ينبت . وقال مجاهد  وقتادة    : أي جبل كان . إلا أن  مجاهدا  قال : هو اسم لكل جبل بالسريانية ، وقاله أبو العالية    . وقد مضى الكلام : هل وقع في القرآن ألفاظ مفردة غير معربة من غير كلام في مقدمة الكتاب . والحمد لله . وزعم البكري  أنه سمي بطور بن إسماعيل  عليه السلام ، والله تعالى أعلم . 
 [ ص: 408 ] 
				
						
						
