قوله تعالى : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين   
فيه سبع مسائل : الأولى : قوله تعالى : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت  علمتم معناه عرفتم أعيانهم . وقيل : علمتم أحكامهم . والفرق بينهما أن المعرفة متوجهة إلى ذات المسمى . والعلم متوجه إلى أحوال المسمى . فإذا قلت : عرفت زيدا ، فالمراد شخصه ، وإذا قلت : علمت زيدا ، فالمراد به العلم بأحواله من فضل ونقص . فعلى الأول يتعدى الفعل إلى مفعول واحد ، وهو قول  سيبويه    : علمتم بمعنى عرفتم . وعلى الثاني إلى مفعولين ، وحكى الأخفش  ولقد علمت زيدا ولم أكن أعلمه . وفي التنزيل : لا تعلمونهم الله يعلمهم  كل هذا بمعنى المعرفة ، فاعلم . الذين اعتدوا منكم في السبت  صلة الذين . والاعتداء . التجاوز ، وقد تقدم . 
				
						
						
