nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لا شية فيها أي : ليس فيها لون يخالف معظم لونها ، هي صفراء كلها لا بياض فيها ولا حمرة ولا سواد ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69فاقع لونها . وأصل شية وشي حذفت الواو كما حذفت من يشي ، والأصل يوشي ، ونظيره الزنة والعدة والصلة . والشية مأخوذة من وشي الثوب إذا نسج على لونين مختلفين . وثور موشى : في وجهه وقوائمه سواد . قال
ابن عرفة : الشية : اللون . ولا يقال لمن نم : واش ، حتى يغير الكلام ويلونه فيجعله ضروبا ويزين منه ما شاء . والوشي : الكثرة . ووشى بنو فلان : كثروا . ويقال : فرس أبلق ، وكبش أخرج ، وتيس أبرق ، وغراب أبقع ، وثور أشيه ، كل ذلك بمعنى البلقة ، هكذا نص أهل اللغة .
وهذه الأوصاف في البقرة سببها أنهم شددوا فشدد الله عليهم ، ودين الله يسر ، والتعمق في سؤال الأنبياء وغيرهم من العلماء مذموم ، نسأل الله العافية . وروي في قصص هذه البقرة روايات تلخيصها : أن رجلا من
بني إسرائيل ولد له ابن ، وكانت له عجلة فأرسلها في غيضة وقال : اللهم إني أستودعك هذه العجلة لهذا الصبي . ومات الرجل ، فلما كبر الصبي قالت له أمه - وكان برا بها - : إن أباك استودع الله عجلة لك ، فاذهب فخذها ، فذهب فلما رأته البقرة جاءت إليه حتى أخذ بقرنيها وكانت مستوحشة ، فجعل يقودها نحو أمه ، فلقيه
بنو إسرائيل ووجدوا بقرة على الصفة التي أمروا بها ، فساموه فاشتط عليهم . وكان قيمتها على ما روي عن
عكرمة ثلاثة دنانير ، فأتوا به
موسى عليه السلام وقالوا : إن هذا اشتط علينا ، فقال لهم : أرضوه في ملكه ، فاشتروها منه بوزنها مرة ، قاله
عبيدة .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : بوزنها عشر مرات . وقيل : بملء مسكها دنانير . وذكر
مكي أن هذه البقرة نزلت من السماء ولم تكن من بقر الأرض ، فالله أعلم .
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لَا شِيَةَ فِيهَا أَيْ : لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ يُخَالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِهَا ، هِيَ صَفْرَاءُ كُلُّهَا لَا بَيَاضَ فِيهَا وَلَا حُمْرَةَ وَلَا سَوَادَ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69فَاقِعٌ لَوْنُهَا . وَأَصْلُ شِيَةٍ وَشِي حُذِفَتِ الْوَاوُ كَمَا حُذِفَتْ مِنْ يَشِي ، وَالْأَصْلُ يُوشِي ، وَنَظِيرُهُ الزِّنَةُ وَالْعِدَةُ وَالصِّلَةُ . وَالشِّيَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ وَشْيِ الثَّوْبِ إِذَا نُسِجَ عَلَى لَوْنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ . وَثَوْرٌ مُوَشًّى : فِي وَجْهِهِ وَقَوَائِمِهِ سَوَادٌ . قَالَ
ابْنُ عَرَفَةَ : الشِّيَةُ : اللَّوْنُ . وَلَا يُقَالُ لِمَنْ نَمَّ : وَاشٍ ، حَتَّى يُغَيِّرَ الْكَلَامَ وَيُلَوِّنَهُ فَيَجْعَلَهُ ضُرُوبًا وَيُزَيِّنُ مِنْهُ مَا شَاءَ . وَالْوَشْيُ : الْكَثْرَةُ . وَوَشَى بَنُو فُلَانٍ : كَثُرُوا . وَيُقَالُ : فَرَسٌ أَبْلَقُ ، وَكَبْشٌ أَخْرَجُ ، وَتَيْسٌ أَبْرَقُ ، وَغُرَابٌ أَبْقَعُ ، وَثَوْرٌ أَشْيَهُ ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى الْبُلْقَةِ ، هَكَذَا نَصَّ أَهْلُ اللُّغَةِ .
وَهَذِهِ الْأَوْصَافُ فِي الْبَقَرَةِ سَبَبُهَا أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَدِينُ اللَّهِ يُسْرٌ ، وَالتَّعَمُّقُ فِي سُؤَالِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَذْمُومٌ ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ . وَرُوِيَ فِي قَصَصِ هَذِهِ الْبَقَرَةِ رِوَايَاتٌ تَلْخِيصُهَا : أَنَّ رَجُلًا مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وُلِدَ لَهُ ابْنٌ ، وَكَانَتْ لَهُ عِجْلَةٌ فَأَرْسَلَهَا فِي غَيْضَةٍ وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ هَذِهِ الْعِجْلَةَ لِهَذَا الصَّبِيِّ . وَمَاتَ الرَّجُلُ ، فَلَمَّا كَبِرَ الصَّبِيُّ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ - وَكَانَ بَرًّا بِهَا - : إِنَّ أَبَاكَ اسْتَوْدَعَ اللَّهَ عِجْلَةً لَكَ ، فَاذْهَبْ فَخُذْهَا ، فَذَهَبَ فَلَمَّا رَأَتْهُ الْبَقَرَةُ جَاءَتْ إِلَيْهِ حَتَّى أَخَذَ بِقَرْنَيْهَا وَكَانَتْ مُسْتَوْحِشَةً ، فَجَعَلَ يَقُودُهَا نَحْوَ أُمِّهِ ، فَلَقِيَهُ
بَنُو إِسْرَائِيلَ وَوَجَدُوا بَقَرَةً عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي أُمِرُوا بِهَا ، فَسَامُوهُ فَاشْتَطَّ عَلَيْهِمْ . وَكَانَ قِيمَتُهَا عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ
عِكْرِمَةَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، فَأَتَوْا بِهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالُوا : إِنَّ هَذَا اشْتَطَّ عَلَيْنَا ، فَقَالَ لَهُمْ : أَرْضُوهُ فِي مُلْكِهِ ، فَاشْتَرَوْهَا مِنْهُ بِوَزْنِهَا مَرَّةً ، قَالَهُ
عُبَيْدَةُ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : بِوَزْنِهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ . وَقِيلَ : بِمِلْءِ مَسْكِهَا دَنَانِيرَ . وَذَكَرَ
مَكِّيٌّ أَنَّ هَذِهِ الْبَقَرَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَلَمْ تَكُنْ مِنْ بَقَرِ الْأَرْضِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .