وقال الذين لا يعلمون قال قوله تعالى : ابن عباس : هم اليهود . مجاهد : النصارى ، ورجحه الطبري ، لأنهم المذكورون في الآية أولا . وقال الربيع والسدي وقتادة : مشركو العرب . ولولا بمعنى " هلا " تحضيض ، كما قال الأشهب بن رميلة :
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
وليست هذه " لولا " التي تعطي منع الشيء لوجود غيره ، والفرق بينهما عند علماء اللسان أن " لولا " بمعنى التحضيض لا يليها إلا الفعل مظهرا أو مقدرا ، والتي للامتناع يليها الابتداء ، وجرت العادة بحذف الخبر . ومعنى الكلام هلا يكلمنا الله بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فنعلم أنه نبي فنؤمن به ، أو يأتينا بآية تكون علامة على نبوته . والآية : الدلالة والعلامة ، وقد تقدم والذين من قبلهم اليهود والنصارى في قول من جعل الذين لا يعلمون كفار العرب ، أو الأمم السالفة في قول من جعل الذين لا يعلمون اليهود والنصارى ، أو اليهود في قول من جعل الذين لا يعلمون النصارى .
تشابهت قلوبهم
قيل : في التعنيت والاقتراح وترك الإيمان . وقال الفراء . تشابهت قلوبهم في اتفاقهم على الكفر . قد بينا الآيات لقوم يوقنون تقدم .