قوله تعالى : قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد 
   [ ص: 23 ] يعني اليهود  ، قال محمد بن إسحاق    : لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا  ببدر  وقدم المدينة  جمع اليهود  فقال : ( يا معشر اليهود  احذروا من الله مثل ما نزل بقريش  يوم بدر  قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ) فقالوا : يا محمد  ، لا يغرنك أنك قتلت أقواما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة ، والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس . فأنزل الله تعالى : قل للذين كفروا ستغلبون  بالتاء يعني اليهود    : أي تهزمون 
وتحشرون إلى جهنم  في الآخرة . فهذه رواية عكرمة   وسعيد بن جبير  عن ابن عباس    . وفي رواية أبي صالح  عنه أن اليهود  لما فرحوا بما أصاب المسلمين يوم أحد  نزلت . فالمعنى على هذا " سيغلبون " بالياء ، يعني قريشا  ، " ويحشرون " بالياء فيهما ، وهي قراءة نافع    . 
قوله تعالى : وبئس المهاد  يعني جهنم ; هذا ظاهر الآية . وقال مجاهد    : المعنى بئس ما مهدوا لأنفسهم ، فكأن المعنى : بئس فعلهم الذي أداهم إلى جهنم . 
				
						
						
