القول في تأويل قوله ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون    ( 112 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : فعلنا بهم ذلك بكفرهم ، وقتلهم الأنبياء ، ومعصيتهم ربهم ، واعتدائهم أمر ربهم . 
وقد بينا معنى "الاعتداء " في غير موضع فيما مضى من كتابنا بما فيه الكفاية عن إعادته . 
فأعلم ربنا جل ثناؤه عباده ، ما فعل بهؤلاء القوم من أهل الكتاب ، من إحلال الذلة والخزي بهم في عاجل الدنيا ، مع ما ذخر لهم في الآجل من العقوبة والنكال وأليم العذاب ، إذ تعدوا حدود الله ، واستحلوا محارمه تذكيرا منه تعالى ذكره  [ ص: 118 ] لهم ، وتنبيها على موضع البلاء الذي من قبله أتوا لينيبوا ويذكروا ، وعظة منه لأمتنا أن لا يستنوا بسنتهم ويركبوا منهاجهم ، فيسلك بهم مسالكهم ، ويحل بهم من نقم الله ومثلاته ما أحل بهم . كما : - 
7643 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد ،  عن قتادة   : " ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون   " ، اجتنبوا المعصية والعدوان ، فإن بهما أهلك من أهلك قبلكم من الناس  . 
				
						
						
