القول في تأويل قوله ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ )
قال أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره : أن هؤلاء الذين نهى الله المؤمنين أن يتخذوهم بطانة من دونهم ، ووصفهم بصفتهم ، إذا لقوا المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطوهم بألسنتهم تقية حذرا على أنفسهم منهم فقالوا لهم : "قد آمنا وصدقنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم " ، وإذا هم خلوا فصاروا في خلاء حيث لا يراهم المؤمنون ، عضوا - على ما يرون من ائتلاف [ ص: 152 ] المؤمنين واجتماع كلمتهم وصلاح ذات بينهم - أناملهم ، وهي أطراف أصابعهم ، تغيظا مما بهم من الموجدة عليهم ، وأسى على ظهر يسندون إليه لمكاشفتهم العداوة ومناجزتهم المحاربة .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
7699 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ، إذا لقوا المؤمنين قالوا : "آمنا " ، ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم ، فصانعوهم بذلك " وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ، يقول : مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه . لو يجدون ريحا لكانوا على المؤمنين ، فهم كما نعت الله عز وجل .
7700 - حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بمثله إلا أنه قال : من الغيظ لكراهتهم الذي هم عليه ولم يقل : "لو يجدون ريحا " ، وما بعده .
7701 - حدثنا عباس بن محمد قال : حدثنا مسلم قال : حدثني يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال : حدثنا أبي قال : كان أبو الجوزاء إذا تلا هذه الآية : " وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ، قال : هم الإباضية . [ ص: 153 ]
و"الأنامل " جمع "أنملة " ويقال "أنملة " ، وربما جمعت "أنملا " ، قال الشاعر :
أودكما ، ما بل حلقي ريقتي وما حملت كفاي أنملي العشرا وهي أطراف الأصابع; كما : -
7702 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : "الأنامل " ، أطراف الأصابع .
7702 م - حدثت عن عمار ، عن ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، بمثله .
7703 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : " السدي وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل " ، الأصابع .
7704 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عن وكيع ، إسرائيل ، عن أبي [ ص: 154 ] الأحوص ، عن عبد الله ، قوله : " عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ، قال : عضوا على أصابعهم .