[ ص: 475 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ونقدس لك   ) 
 قال أبو جعفر :  والتقديس هو التطهير والتعظيم ، ومنه قولهم : " سبوح قدوس " يعنى بقولهم : " سبوح " تنزيه لله ، وبقولهم : " قدوس " طهارة له وتعظيم . ولذلك قيل للأرض : " أرض مقدسة " يعنى بذلك المطهرة . فمعنى قول الملائكة إذا : " ونحن نسبح بحمدك   " ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك ، ونصلي لك . " ونقدس لك   " ننسبك إلى ما هو من صفاتك ، من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك . وقد قيل : إن تقديس الملائكة لربها  صلاتها له . كما : 
621 - حدثنا الحسن بن يحيى  ، قال : أخبرنا عبد الرزاق  ، قال : أخبرنا معمر  ، عن قتادة ،  في قوله : " ونقدس لك   " قال : التقديس : الصلاة . 
وقال بعضهم : " ونقدس لك   " : نعظمك ونمجدك . 
ذكر من قال ذلك : 
622 - حدثني يعقوب بن إبراهيم  ، قال : حدثنا  هاشم بن القاسم  ، قال : حدثنا أبو سعيد المؤدب  ، قال : حدثنا إسماعيل  ، عن أبي صالح ،  في قوله : " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك   " قال : نعظمك ونمجدك . 
623 - حدثني محمد بن عمرو  ، قال : حدثنا أبو عاصم  ، قال : حدثني عيسى   - وحدثني المثنى ،  قال : حدثنا أبو حذيفة  ، قال : حدثنا شبل   - جميعا عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد ،  في قول الله : " ونقدس لك   " قال نعظمك ونكبرك .  [ ص: 476 ] 
624 - وحدثنا ابن حميد  ، قال : حدثنا  سلمة بن الفضل  ، عن ابن إسحاق   : " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك   " لا نعصي ولا نأتي شيئا تكرهه . 
625 - وحدثت عن المنجاب  ، قال : حدثنا بشر  ، عن أبي روق ،  عن الضحاك ،  في قوله : " ونقدس لك   " قال : التقديس : التطهير . 
وأما قول من قال : إن التقديس الصلاة أو التعظيم ، فإن معنى قوله ذلك راجع إلى المعنى الذي ذكرناه من التطهير ، من أجل أن صلاتها لربها تعظيم منها له ، وتطهير مما ينسبه إليه أهل الكفر به . ولو قال مكان : " ونقدس لك   " و " نقدسك " كان فصيحا من الكلام . وذلك أن العرب تقول : فلان يسبح الله ويقدسه ، ويسبح لله ويقدس له ، بمعنى واحد . وقد جاء بذلك القرآن ، قال الله جل ثناؤه : ( كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا   ) [ سورة طه : 33 - 34 ] ، وقال في موضع آخر : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض   ) [ سورة الجمعة : 1 ] 
				
						
						
