القول في تأويل قوله ( ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ( 18 ) )
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولا التوبة للذين يموتون وهم كفار فموضع " الذين " خفض ، لأنه معطوف على قوله : " للذين يعملون السيئات " .
وقوله : أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ، يقول : هؤلاء الذين يموتون وهم كفار أعتدنا لهم عذابا أليما ، لأنهم من التوبة أبعد ، لموتهم على الكفر . كما :
[ ص: 103 ] 8868 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا عن محمد بن فضيل ، أبي النضر ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : ولا الذين يموتون وهم كفار ، أولئك أبعد من التوبة .
واختلف أهل العربية في معنى : " أعتدنا لهم " .
فقال بعض البصريين : معنى " أعتدنا " " أفعلنا "من " العتاد " . قال : ومعناها : أعددنا .
وقال بعض الكوفيين : " أعددنا " و " أعتدنا " معناهما واحد .
فمعنى قوله : " أعتدنا لهم " أعددنا لهم " عذابا أليما " يقول : مؤلما موجعا .