القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28975_32428_32420تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه )
قال
أبو جعفر : ولقوله جل ثناؤه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا يحرفون الكلم : وجهان من التأويل
أحدهما أن يكون معناه :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا يحرفون الكلم : فيكون قوله من الذين هادوا من صلة الذين وإلى هذا القول كانت عامة أهل العربية من
أهل الكوفة يوجهون قوله من الذين هادوا يحرفون " .
والآخر منهما أن يكون معناه من الذين هادوا من يحرف الكلم عن مواضعه فتكون من محذوفة من الكلام اكتفاء بدلالة قوله من الذين هادوا عليها وذلك أن من لو ذكرت في الكلام كانت بعضا ل من فاكتفى بدلالة من عليها
والعرب تقول منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله . بمعنى منا
[ ص: 431 ] من يقول ذاك ومنا من لا يقوله فتحذف " من اكتفاء بدلالة من عليه كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة فظلوا ومنهم دمعه سابق له وآخر يثني دمعة العين بالهمل
يعني ومنهم من دمعه وكما قال الله تبارك وتعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وما منا إلا له مقام معلوم ) [ سورة الصافات 164 ] وإلى هذا المعنى كانت عامة أهل العربية من
أهل البصرة يوجهون تأويل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا يحرفون الكلم : غير أنهم كانوا يقولون المضمر في ذلك القوم كأن معناه عندهم من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم ويقولون نظير قول
النابغة كأنك من جمال بني أقيش يقعقع خلف رجليه بشن
يعني كأنك جمل من جمال أقيش
فأما نحويو
الكوفة فينكرون أن يكون المضمر مع " من إلا من أو ما أشبهها .
[ ص: 432 ]
قال
أبو جعفر : والقول الذي هو أولى بالصواب عندي في ذلك قول من قال قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا : من صلة "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ؛ لأن الخبرين جميعا والصفتين من صفة نوع واحد من الناس وهم
اليهود الذين وصف الله صفتهم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " وبذلك جاء تأويل أهل التأويل فلا حاجة بالكلام إذ كان الأمر كذلك إلى أن يكون فيه متروك .
وأما تأويل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه : فإنه يقول يبدلون معناها ويغيرونها عن تأويله .
والكلم " جماع كلمة " .
وكان
مجاهد يقول عنى ب الكلم " التوراة
9691 - حدثني
محمد بن عمرو قال حدثنا
أبو عاصم عن
عيسى عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه :
nindex.php?page=treesubj&link=32420تبديل اليهود التوراة .
9692 - حدثني
المثنى قال حدثنا
أبو حذيفة قال حدثنا
شبل عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد مثله .
وأما قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عن مواضعه فإنه يعني عن أماكنه ووجوهه التي هي وجوهه .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28975_32428_32420تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَلِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ : وَجْهَانِ مِنَ التَّأْوِيلِ
أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ " "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ : فَيَكُونُ قَوْلُهُ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا مِنْ صِلَةِ الَّذِينَ وَإِلَى هَذَا الْقَوْلِ كَانَتْ عَامَّةُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ
أَهْلِ الْكُوفَةِ يُوَجِّهُونَ قَوْلَهُ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ " .
وَالْآخَرُ مِنْهُمَا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا مَنْ يُحَرِّفُ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ فَتَكُونُ مَنْ مَحْذُوفَةً مِنَ الْكَلَامِ اكْتِفَاءً بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ مِنَ الَّذِينَ هَادَوْا عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ لَوْ ذُكِرَتْ فِي الْكَلَامِ كَانَتْ بَعْضًا لِ مِنْ فَاكْتَفَى بِدَلَالَةِ مِنْ عَلَيْهَا
وَالْعَرَبُ تَقُولُ مِنَّا مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ وَمِنَّا لَا يَقُولُهُ . بِمَعْنَى مِنَّا
[ ص: 431 ] مَنْ يَقُولُ ذَاكَ وَمِنَّا مَنْ لَا يَقُولُهُ فَتُحْذَفُ " مَنْ اكْتِفَاءً بِدَلَالَةِ مِنْ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ فَظَلُّوا وَمِنْهُمْ دَمْعُهُ سَابِقٌ لَهُ وَآخَرُ يَثْنِي دَمْعَةَ الْعَيْنِ بِالْهَمْلِ
يَعْنِي وَمِنْهُمْ مَنْ دَمْعُهُ وَكَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) [ سُورَةُ الصَّافَّاتِ 164 ] وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى كَانَتْ عَامَّةُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُوَجِّهُونَ تَأْوِيلَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ : غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ الْمُضْمَرُ فِي ذَلِكَ الْقَوْمُ كَأَنَّ مَعْنَاهُ عِنْدَهُمْ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا قَوْمٌ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ وَيَقُولُونَ نَظِيرَ قَوْلِ
النَّابِغَةِ كَأَنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشٍ يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ
يَعْنِي كَأَنَّكَ جَمَلٌ مِنْ جِمَالِ أُقَيْشٍ
فَأَمَّا نَحْوِيُّو
الْكُوفَةِ فَيُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ الْمُضْمَرَ مَعَ " مِنْ إِلَّا مَنْ أَوْ مَا أَشْبَهَهَا .
[ ص: 432 ]
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَالْقَوْلُ الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ عِنْدِي فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا : مِنْ صِلَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ؛ لِأَنَّ الْخَبَرَيْنِ جَمِيعًا وَالصِّفَتَيْنِ مِنْ صِفَةِ نَوْعٍ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ
الْيَهُودُ الَّذِينَ وَصَفَ اللَّهُ صِفَتَهُمْ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ " وَبِذَلِكَ جَاءَ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ فَلَا حَاجَةَ بِالْكَلَامِ إِذْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَتْرُوكٌ .
وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ : فَإِنَّهُ يَقُولُ يُبَدِّلُونَ مَعْنَاهَا وَيُغَيِّرُونَهَا عَنْ تَأْوِيلِهِ .
وَالْكَلِمُ " جِمَاعُ كَلِمَةٍ " .
وَكَانَ
مُجَاهِدٌ يَقُولُ عَنَى بِ الْكَلِمَ " التَّوْرَاةَ
9691 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ عَنْ
عِيسَى عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=32420تَبْدِيلُ الْيَهُودِ التَّوْرَاةَ .
9692 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا
شِبْلٌ عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عَنْ مَوَاضِعِهِ فَإِنَّهُ يَعْنِي عَنْ أَمَاكِنِهِ وَوُجُوهِهِ الَّتِي هِيَ وُجُوهُهُ .