قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه ولو أن هؤلاء اليهود الذين وصف الله صفتهم قالوا لنبي الله سمعنا يا محمد قولك وأطعنا أمرك وقبلنا ما جئتنا به من عند الله واسمع منا وانظرنا ما نقول وانتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا لكان خيرا لهم وأقوم يقول لكان ذلك خيرا لهم عند الله وأقوم يقول وأعدل وأصوب في القول . [ ص: 437 ]
وهو من الاستقامة من قول الله ( وأقوم قيلا ) [ سورة المزمل 6 ] بمعنى وأصوب قيلا كما
9708 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم قال يقولون اسمع منا فإنا قد سمعنا وأطعنا وانظرنا فلا تعجل علينا
9709 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا أبو تميلة عن أبي حمزة عن جابر عن عكرمة ومجاهد قوله وانظرنا " قال اسمع منا .
9710 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن عن ابن جريج مجاهد : وانظرنا " قال أفهمنا
9711 - حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : وانظرنا " قال أفهمنا .
قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله مجاهد وعكرمة من توجيههما معنى وانظرنا " إلى اسمع منا ، وتوجيه مجاهد ذلك إلى : أفهمنا فما لا نعرف في كلام العرب إلا أن يكون أراد بذلك من توجيهه إلى أفهمنا : انتظرنا نفهم ما تقول ، أو انتظرنا نقل حتى تسمع منا فيكون ذلك معنى مفهوما وإن كان غير تأويل للكلمة ولا تفسير لها ولا نعرف انظرنا في كلام العرب إلا بمعنى انتظرنا وانظر إلينا فأما : انظرنا بمعنى انتظرنا فمنه قول الحطيئة
وقد نظرتكم لو أن درتكم يوما يجيء بها مسحي وإبساسي
[ ص: 438 ] وأما : انظرنا بمعنى انظر إلينا فمنه قول عبد الله بن قيس الرقيات
ظاهرات الجمال والحسن ينظرن كما ينظر الأراك الظباء
[ ص: 439 ] بمعنى كما ينظر إلى الأراك الظباء .