[ ص: 534 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( فأخرجهما مما كانا فيه   ) 
قال أبو جعفر :  وأما تأويل قوله " فأخرجهما   " فإنه يعني : فأخرج الشيطان آدم  وزوجته ، " مما كانا " يعني مما كان فيه آدم  وزوجته من رغد العيش في الجنة ، وسعة نعيمها الذي كانا فيه . وقد بينا أن الله جل ثناؤه إنما أضاف إخراجهما من الجنة  إلى الشيطان - وإن كان الله هو المخرج لهما - لأن خروجهما منها كان عن سبب من الشيطان ، فأضيف ذلك إليه لتسبيبه إياه كما يقول القائل لرجل وصل إليه منه أذى حتى تحول من أجله عن موضع كان يسكنه : " ما حولني من موضعي الذي كنت فيه إلا أنت " ولم يكن منه له تحويل ، ولكنه لما كان تحوله عن سبب منه ، جاز له إضافة تحويله إليه . 
				
						
						
