[ ص: 82 ] القول في
nindex.php?page=treesubj&link=724_28976تأويل قوله عز ذكره ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وإن كنتم جنبا فاطهروا )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : "وإن كنتم جنبا" وإن كنتم أصابتكم جنابة قبل أن تقوموا إلى صلاتكم فقمتم إليها "فاطهروا" ، يقول : فتطهروا بالاغتسال منها قبل دخولكم في صلاتكم التي قمتم إليها .
ووحد "الجنب" وهو خبر عن الجميع ، لأنه اسم خرج مخرج الفعل كما قيل : "رجل عدل وقوم عدل" ، و"رجل زور وقوم زور" ، وما أشبه ذلك لفظ الواحد والجميع والاثنين والذكر والأنثى فيه واحد .
يقال منه : "أجنب الرجل" و"جنب" و"اجتنب" والفعل "الجنابة" ، و"الإجناب" . وقد سمع في جمعه "أجناب" ، وليس ذلك بالمستفيض الفاشي في كلام العرب ، بل الفصيح من كلامهم ما جاء به القرآن .
[ ص: 82 ] الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=724_28976تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : "وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا" وَإِنْ كُنْتُمْ أَصَابَتْكُمْ جَنَابَةٌ قَبْلَ أَنْ تَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ فَقُمْتُمْ إِلَيْهَا "فَاطَّهَّرُوا" ، يَقُولُ : فَتَطَهَّرُوا بِالِاغْتِسَالِ مِنْهَا قَبْلَ دُخُولِكُمْ فِي صَلَاتِكُمُ الَّتِي قُمْتُمْ إِلَيْهَا .
وَوَحَّدَ "الْجُنُبَ" وَهُوَ خَبَرٌ عَنِ الْجَمِيعِ ، لِأَنَّهُ اسْمٌ خَرَجَ مَخْرَجَ الْفِعْلِ كَمَا قِيلَ : "رَجُلٌ عَدْلٌ وَقَوْمٌ عَدْلٌ" ، وَ"رَجُلٌ زُورٌ وَقَوْمٌ زُورٌ" ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ لَفْظُ الْوَاحِدِ وَالْجَمِيعِ وَالِاثْنَيْنِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فِيهِ وَاحِدٌ .
يُقَالُ مِنْهُ : "أَجْنَبَ الرَّجُلُ" وَ"جَنُبَ" وَ"اجْتَنَبَ" وَالْفِعْلُ "الْجَنَابَةُ" ، وَ"الْإِجْنَابُ" . وَقَدْ سُمِعَ فِي جَمْعِهِ "أَجْنَابٌ" ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمُسْتَفِيضِ الْفَاشِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، بَلِ الْفَصِيحُ مِنْ كَلَامِهِمْ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ .