[ ص: 95 ] القول في يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ) تأويل قوله عز ذكره (
قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله محمد ، ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم ، ولا تجوروا في أحكامكم وأفعالكم فتجاوزوا ما حددت لكم في أعدائكم لعدواتهم لكم ، ولا تقصروا فيما حددت لكم من أحكامي وحدودي في أوليائكم لولايتهم لكم ، ولكن انتهوا في جميعهم إلى حدي ، واعملوا فيه بأمري .
وأما قوله : "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا" فإنه يقول : ولا يحملنكم عداوة قوم على ألا تعدلوا في حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم ، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة .
وقد ذكرنا الرواية عن أهل التأويل في معنى قوله : ( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ) [ سورة النساء : 135 ] وفي قوله : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم ) [ سورة المائدة : 2 ] واختلاف المختلفين في قراءة ذلك ، والذي هو أولى بالصواب من القول فيه ، والقراءة بالأدلة الدالة على صحته بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقد قيل : إن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين همت اليهود بقتله .
ذكر من قال ذلك : [ ص: 96 ]
11556 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، عبد الله بن كثير : "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" ، نزلت في يهود خيبر ، أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقال قال ابن جريج ، عبد الله بن كثير : ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهود يستعينهم في دية ، فهموا أن يقتلوه ، فذلك قوله : " ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا " . . . الآية .