القول في تأويل قوله ( هو الذي خلقكم من طين   ) 
قال أبو جعفر   : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " هو الذي خلقكم من طين   " أن الله الذي خلق السماوات والأرض ، وأظلم ليلهما وأنار نهارهما ، ثم كفر به مع  [ ص: 255 ] إنعامه عليهم الكافرون ، وعدلوا به من لا ينفعهم ولا يضرهم . هو الذي خلقكم ، أيها الناس ، من طين . وإنما يعني بذلك - تعالى ذكره - : أن الناس ولد من خلقه من طين ، فأخرج ذلك مخرج الخطاب لهم ، إذ كانوا ولده . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
13049 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : " هو الذي خلقكم من طين   " بدء الخلق ، خلق الله آدم من طين  . 
13050 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : " هو الذي خلقكم من طين   " قال : هو آدم  . 
13051 - حدثني محمد بن الحسين  قال : حدثنا أحمد بن مفضل  قال : حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : أما " خلقكم من طين " فآدم  . 
13052 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثنا أبو تميلة  ، عن عبيد بن سليمان  ، عن الضحاك بن مزاحم  قال : خلق آدم من طين ، وخلق الناس من سلالة من ماء مهين  . 
13053 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : " خلقكم من طين   " قال : خلق آدم من طين ، ثم خلقنا من آدم حين أخذنا من ظهره  . 
				
						
						
