[ ص: 182 ] القول في تأويل قوله ( كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين    ( 142 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول جل ثناؤه : كلوا مما رزقكم الله ، أيها المؤمنون ، فأحل لكم ثمرات حروثكم وغروسكم ، ولحوم أنعامكم ، إذ حرم بعض ذلك على أنفسهم المشركون بالله ، فجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا وللشيطان مثله ، فقالوا : " هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا   " ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان   ) ، كما اتبعها باحرو البحيرة ، ومسيبو السوائب ، فتحرموا على أنفسكم من طيب رزق الله الذي رزقكم ما حرموه ، فتطيعوا بذلك الشيطان ، وتعصوا به الرحمن ، كما : - 
14066 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان   ) ، لا تتبعوا طاعته ، هي ذنوب لكم ، وهي طاعة للخبيث . 
إن الشيطان لكم عدو يبغي هلاككم وصدكم عن سبيل ربكم ( مبين ) ، قد أبان لكم عدواته ، بمناصبته أباكم بالعداوة ، حتى أخرجه من الجنة بكيده ، وخدعه حسدا منه له ، وبغيا عليه . 
				
						
						
