القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ( 60 ) )
قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وما ظن هؤلاء الذين يتخرصون على الله الكذب فيضيفون إليه تحريم ما لم يحرمه عليهم من الأرزاق والأقوات التي جعلها الله لهم غذاء ، أن الله فاعل بهم يوم القيامة بكذبهم وفريتهم عليه ؟ أيحسبون أنه يصفح عنهم ويغفر ؟ كلا بل يصليهم سعيرا خالدين فيها أبدا ( إن الله لذو فضل على الناس ) ، يقول : إن الله لذو تفضل على خلقه بتركه معاجلة من افترى عليه الكذب بالعقوبة في الدنيا ، وإمهاله إياه إلى وروده عليه في القيامة [ ص: 114 ] ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) ، يقول : ولكن أكثر الناس لا يشكرونه على تفضله عليهم بذلك ، وبغيره من سائر نعمه .