القول في لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ( 64 ) ) تأويل قوله تعالى : (
قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : البشرى من الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لأولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون .
ثم اختلف أهل التأويل في " البشرى " التي بشر الله بها هؤلاء القوم ما هي ؟ وما صفتها ؟ فقال بعضهم : هي الرؤية الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة .
ذكر من قال ذلك :
17717 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن المثنى ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن شيخ ، قال : سألت رسول الله [ ص: 125 ] صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( أبي الدرداء لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له . عن
17718 - حدثنا العباس بن الوليد قال : أخبرني أبي قال : أخبرنا الأوزاعي قال : أخبرني قال : حدثني يحيى بن أبي كثير أبو سلمة بن عبد الرحمن قال : عبادة بن الصامت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن هذه الآية : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك . أو قال : غيرك . قال : هي الرؤية الصالحة يراها الرجل الصالح ، أو ترى له . [ ص: 126 ] سأل
17719 - حدثنا المثنى قال : حدثنا أبو داود عمن ذكره ، عن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عبادة بن الصامت قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . هي الرؤية الصالحة يراها المسلم أو ترى له
17720 - حدثنا أبو قلابة قال : حدثنا مسلم قال : حدثنا أبان عن عن يحيى بن أبي كثير أبي سلمة عن عبادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه . [ ص: 127 ]
17721 - حدثنا ابن المثنى وأبو عثمان بن عمر قالا حدثنا علي بن يحيى عن أبي سلمة قال : نبئت عبادة بن الصامت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فقال : سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك . هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له . [ ص: 128 ] أن
17722 - حدثني أبو السائب قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن عن رجل من عطاء بن يسار أهل مصر عن : أبي الدرداء لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، قال : سأل رجل أبا الدرداء عن هذه الآية ، فقال : لقد سألتني عن شيء ما سمعت أحدا سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له ، بشراه في الحياة الدنيا ، وبشراه في الآخرة الجنة .
17723 - حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال : حدثنا عثمان بن سعيد عن سفيان عن ابن المنكدر عن عن رجل من عطاء بن يسار أهل مصر قال : سألت أبا الدرداء عن هذه الآية : لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " فقال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرك ، إلا رجلا [ ص: 129 ] واحدا . سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما سألني عنها أحد منذ أنزلها الله غيرك إلا رجلا واحدا ، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له .
17724 - حدثنا عمرو بن عبد الحميد قال : حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمع يخبر ، عن رجل من عطاء بن يسار أهل مصر : أنه سأل أبا الدرداء عن : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ثم ذكر نحو حديث سعيد بن عمرو السكوني عن عثمان بن سعيد .
17725 - حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة قال : حدثني يحيى بن سعيد قال : حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي عن حميد بن عبد الله المزني قال : عبادة بن الصامت فقال : آية في كتاب الله أسألك عنها ، قول الله تعالى : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " فقال عبادة : ما سألني عنها أحد قبلك! سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال مثل ذلك : [ ص: 130 ] ما سألني عنها أحد قبلك ، الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له . أتى رجل
17726 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو بكر قال : حدثنا هشام عن ابن سيرين عن قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : الرؤيا الحسنة هي البشرى ، يراها المسلم أو ترى له . أبي هريرة
17727 - . . . . قال : حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح [ ص: 131 ] قال : قال : الرؤيا الحسنة بشرى من الله ، وهي المبشرات . أبو هريرة
17728 - حدثنا محمد بن حاتم المؤدب قال : حدثنا عمار بن محمد قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة . عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له ، وهي في الآخرة الجنة
17729 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا محمد بن يزيد قال : حدثنا عن رشدين بن سعد عمرو بن الحارث عن أبي السمح عن عبد الرحمن بن جبير عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عبد الله بن عمرو بن العاص [ ص: 132 ] " لهم البشرى في الحياة الدنيا " الرؤيا الصالحة يبشر بها العبد جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة .
17730 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن واضح موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد بن صفوان عبادة بن الصامت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، فقد عرفنا بشرى الآخرة ، فما بشرى الدنيا ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءا أو ستين جزءا من النبوة . [ ص: 133 ] عن
17731 - حدثنا علي بن سهل قال : حدثنا قال : حدثنا الوليد بن مسلم أبو عمرو قال : حدثنا عن يحيى بن أبي كثير أبي سلمة عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " فقال : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي قبلك! هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة . عن
17732 - حدثنا أحمد بن حماد الدولابي قال : حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه ، عن سباع بن ثابت عن أم كرز الكعبية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . [ ص: 134 ] ذهبت النبوة وبقيت المبشرات
17733 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة عن الأعمش عن ذكوان عن رجل ، عن أبي الدرداء . عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " ، قال : الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة
17734 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش عن أبي صالح عن عن رجل كان بمصر ، قال : عطاء بن يسار أبا الدرداء عن هذه الآية : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " فقال أبو الدرداء : ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : ما سألني عنها أحد قبلك ، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة . سألت
17735 - . . . . قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال : ما سألني عنها أحد غيرك ، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له . [ ص: 135 ] أبي الدرداء
17736 - . . . . قال : حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار في قوله : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال : سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما سألني عنها أحد قبلك ، هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة أبي الدرداء . عن
17737 - . . . . قال : حدثنا ابن عيينة عن عن عمرو بن دينار عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح قال ابن عيينة : ثم سمعته من عبد العزيز عن عن أبي صالح السمان عن رجل من عطاء بن يسار أهل مصر قال : أبا الدرداء عن هذه الآية : " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال : ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما سألني عنها أحد منذ أنزلت علي إلا رجل واحد ، هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له . سألت
17738 - . . . . قال : حدثنا عن عبد الله بن بكر السهمي حاتم بن أبي صغيرة عن : أنه سأل رجلا من عمرو بن دينار أهل مصر فقيها ، قدم عليهم في بعض تلك المواسم ، قال : قلت : ألا تخبرني عن قول الله ، تعالى ذكره : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ؟ قال : سألت عنها أبا الدرداء فأخبرني أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : . [ ص: 136 ] هي الرؤيا الحسنة يراها العبد أو ترى له
17739 - . . . . قال : حدثنا أبي ، عن علي بن مبارك عن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عبادة بن الصامت قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) قال : . " هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له
17740 - حدثني المثنى قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم وأبو الوليد الطيالسي قالا حدثنا أبان قال : حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة بن الصامت قال : قلت : يا رسول الله ، قال الله تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، فقال : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك أو أحد من أمتي قال : " هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له .
17741 - . . . . قال : حدثنا الحجاج بن المنهال قال : حدثنا حماد بن زيد عن عاصم ابن بهدلة عن أبي صالح قال : سمعت أبا الدرداء وسئل عن : [ ص: 137 ] ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، قال : ما سألني عنها أحد قبلك منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : . ما سألني عنها أحد قبلك ، هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له
17742 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن عن ابن جريج عبيد الله بن أبي يزيد عن عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( نافع بن جبير لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، قال : . هي الرؤيا الحسنة يراها الإنسان أو ترى له
17743 - . . . . وقال : عن ابن جريج عن عمرو بن دينار أو أبي الدرداء ، عن ابن جريج محمد بن المنكدر عن عن عطاء بن يسار قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : أبي الدرداء . هي الرؤيا الصالحة
17744 - . . . . وقال عن ابن جريج عن أبيه قال : هي الرؤيا يراها الرجل . هشام بن عروة
17745 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له . [ ص: 138 ] يحيى بن أبي كثير
17746 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبدة عن عن أبيه : ( هشام بن عروة لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، قال : هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح .
17747 - . . . . قال : حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له .
17748 - . . . . قال : حدثنا عن عبدة بن سليمان طلحة القناد عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، قال : هي الرؤيا الحسنة يراها العبد المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه .
17749 - قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش عن إبراهيم قال : كانوا يقولون : الرؤيا من المبشرات .
17750 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن قيس بن سعد : أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : " ما سألني عنها أحد من أمتي منذ أنزلت علي قبلك ! قال : هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو ترى له .
17751 - . . . . قال : حدثنا قال : أخبرنا عمرو بن عون هشيم عن العوام عن إبراهيم التيمي أن ابن مسعود قال : ذهبت النبوة ، وبقيت المبشرات! قيل : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له .
17752 - قال : حدثنا عبد الله قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، فهو قوله لنبيه : ( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ) [ سورة الأحزاب : 47 ] . قال : هي [ ص: 139 ] الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو ترى له .
17753 - . . . . قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا محمد بن حرب قال : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن عطاء في قوله : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) قال : هي رؤيا الرجل المسلم يبشر بها في حياته .
17754 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه ، عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : لهم البشرى في الحياة الدنيا ) : الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن ، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . (
17755 - حدثني يونس قال : أخبرنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه في هذه الآية : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له .
17756 - حدثنا محمد بن عوف قال : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان قال : حدثنا حميد بن عبد الله : عبادة بن الصامت عن قول الله تعالى : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، فقال عبادة : لقد سألتني عن أمر ما سألني عنه أحد قبلك ، ولقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألتني فقال لي : يا عبادة لقد سألتني عن أمر ما سألني عنه أحد من أمتي! تلك [ ص: 140 ] الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له . أن رجلا سأل
وقال آخرون : هي بشارة يبشر بها المؤمن في الدنيا عند الموت .
ذكر من قال ذلك :
17757 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري و قتادة : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ، قال : هي البشارة عند الموت في الحياة الدنيا .
17758 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا يعلى عن أبي بسطام عن الضحاك : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) قال : يعلم أين هو قبل الموت .
قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن لأوليائه المتقين البشرى في الحياة الدنيا ، ومن البشارة في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ومنها بشرى الملائكة إياه عند خروج نفسه برحمة الله ، كما روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : " " . [ ص: 141 ] أن الملائكة التي تحضره عند خروج نفسه ، تقول لنفسه : اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه
ومنها : بشرى الله إياه ما وعده في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الثواب الجزيل ، كما قال جل ثناؤه : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) الآية [ سورة البقرة : 25 ] .
وكل هذه المعاني من بشرى الله إياه في الحياة الدنيا بشره بها ، ولم يخصص الله من ذلك معنى دون معنى ، فذلك مما عمه جل ثناؤه : أن ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) وأما في الآخرة فالجنة .
وأما قوله : ( لا تبديل لكلمات الله ) فإن معناه : أن ، ولا تغيير لقوله عما قال : ولكنه يمضي لخلقه مواعيده وينجزها لهم ، وقد : الله لا خلف لوعده
17759 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا عن ابن علية أيوب عن نافع قال : أطال الحجاج الخطبة ، فوضع ابن عمر رأسه في حجري ، فقال الحجاج : إن ابن الزبير بدل كتاب الله! فقعد ابن عمر فقال : لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزبير . لا تبديل لكلمات الله! فقال الحجاج : لقد أوتيت علما إن نفعك! قال أيوب : فلما أقبل عليه في خاصة نفسه سكت . [ ص: 142 ]
وقوله : ( ذلك هو الفوز العظيم ) يقول ، تعالى ذكره : هذه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " وهي الفوز العظيم " يعني الظفر بالحاجة والطلبة والنجاة من النار .