القول في فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( 102 ) ) تأويل قوله تعالى : (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، محذرا مشركي قومه من حلول عاجل نقمه بساحتهم نحو الذي حل بنظرائهم من قبلهم من سائر الأمم الخالية من قبلهم ، السالكة في تكذيب رسل الله وجحود توحيد ربهم سبيلهم : فهل ينتظر ، يا محمد هؤلاء المشركون من قومك المكذبون بما جئتهم به من عند الله ، إلا يوما يعاينون فيه من عذاب الله مثل أيام أسلافهم الذي كانوا على مثل الذي هم عليه من الشرك والتكذيب ، الذين مضوا قبلهم فخلوا من قوم نوح وعاد وثمود ؟ قل لهم ، يا محمد إن كانوا ذلك ينتظرون : فانتظروا عقاب الله إياكم ، ونزول سخطه بكم ، إني من المنتظرين هلاككم وبواركم بالعقوبة التي تحل بكم من الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 216 ]
ذكر من قال ذلك :
17912 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ) ، يقول : وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود .
17913 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع بن أنس في قوله : ( فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) ، قال : خوفهم عذابه ونقمته وعقوبته ، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك أمر أنجى الله رسله والذين آمنوا معه ، فقال الله : ( ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين ) .