[ ص: 365 ] القول في تأويل فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ ( 57 ) ) قوله تعالى : (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه : ( فإن تولوا ) ، يقول : فإن أدبروا معرضين عما أدعوهم إليه من توحيد الله وترك عبادة الأوثان ( فقد أبلغتكم ) أيها القوم ( ما أرسلت به إليكم ) ، ( وما على الرسول إلا البلاغ ويستخلف ربي قوما غيركم ) ، يهلككم ربي ، ثم يستبدل ربي منكم قوما غيركم ، يوحدونه ويخلصون له العبادة ( ولا تضرونه شيئا ) ، يقول : ولا تقدرون له على ضر إذا أراد إهلاككم أو أهلككم .
وقد قيل : لا يضره هلاككم إذا أهلككم ، لا تنقصونه شيئا ، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا .
( إن ربي على كل شيء حفيظ ) ، يقول : إن ربي على جميع خلقه ذو حفظ وعلم .
يقول : هو الذي يحفظني من أن تنالوني بسوء .