القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين    ( 96 ) إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد   ( 97 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : ولقد أرسلنا موسى  بأدلتنا على توحيدنا ، وحجة تبين لمن عاينها وتأملها بقلب صحيح . أنها تدل على توحيد الله ، وكذب  [ ص: 466 ] كل من ادعى الربوبية دونه ، وبطول قول من أشرك معه في الألوهية غيره ( إلى فرعون وملئه   ) ، يعني إلى أشراف جنده وتباعه ( فاتبعوا أمر فرعون   ) ، يقول : فكذب فرعون  وملأه موسى ،  وجحدوا وحدانية الله ، وأبوا قبول ما أتاهم به موسى  من عند الله ، واتبع ملأ فرعون  أمر فرعون  دون أمر الله ، وأطاعوه في تكذيب موسى  ، ورد ما جاءهم به من عند الله عليه يقول تعالى ذكره : ( وما أمر فرعون برشيد   ) يعني : أنه لا يرشد أمر فرعون  من قبله منه ، في تكذيب موسى ،  إلى خير ، ولا يهديه إلى صلاح ، بل يورده نار جهنم . 
				
						
						
