القول في ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ( 113 ) ) تأويل قوله : (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولا تميلوا ، أيها الناس ، إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله ، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم ( فتمسكم النار ) ، بفعلكم ذلك وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم وولي يليكم ( ثم لا تنصرون ) ، يقول : فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله ، بل يخليكم من نصرته ويسلط عليكم عدوكم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
18602 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ، يعني : الركون إلى الشرك .
18603 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن يمان ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، يقول : لا ترضوا أعمالهم . [ ص: 501 ]
18604 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، يقول : لا ترضوا أعمالهم . يقول : "الركون" ، الرضى . 18605 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال : لا ترضوا أعمالهم ( فتمسكم النار ) .
18606 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال : قال ابن عباس : ولا تميلوا إلى الذين ظلموا .
18607 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ، يقول : لا تلحقوا بالشرك ، وهو الذي خرجتم منه .
18608 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد ، في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ، قال : "الركون" ، الإدهان . وقرأ : ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) ، [ سورة القلم : 9 ] ، قال : تركن إليهم ، ولا تنكر عليهم الذي قالوا ، وقد قالوا العظيم من كفرهم بالله وكتابه ورسله . قال : وإنما هذا لأهل الكفر وأهل الشرك وليس لأهل الإسلام . أما أهل الذنوب من أهل الإسلام ، فالله أعلم بذنوبهم وأعمالهم . ما ينبغي لأحد أن يصالح على شيء من معاصي الله ، ولا يركن إليه فيها .