[ ص: 502 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ( 114 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( وأقم الصلاة ) ، يا محمد ، يعني : صل ( طرفي النهار ) ، يعني الغداة والعشي .
واختلف أهل التأويل في التي عنيت بهذه الآية من صلوات العشي ، بعد إجماع جميعهم على أن التي عنيت من صلاة الغداة ، الفجر .
فقال بعضهم : عنيت بذلك صلاة الظهر والعصر . قالوا : وهما من صلاة العشي .
ذكر من قال ذلك :
18609 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وحدثنا وكيع ابن وكيع قال ، حدثنا أبي عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : الفجر ، وصلاتي العشي يعني الظهر والعصر .
18610 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
18611 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : صلاة الفجر ، وصلاة العشي .
18612 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن أفلح بن سعيد قال : سمعت يقول : ( محمد بن كعب القرظي أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : فطرفا النهار : الفجر والظهر والعصر . [ ص: 503 ]
18613 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو معشر ، عن : ( محمد بن كعب القرظي أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : ( طرفي النهار ) ، قال : الفجر والظهر والعصر .
18614 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ، عن عبد الرحمن بن مغراء جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : الفجر والظهر والعصر .
وقال آخرون : بل عنى بها صلاة المغرب .
ذكر من قال ذلك :
18615 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، يقول : صلاة الغداة وصلاة المغرب .
18616 - حدثنا قال ، حدثنا محمد بن بشار يحيى ، عن عوف ، عن الحسن : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال . صلاة الغداة والمغرب .
18617 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، الصبح ، والمغرب .
وقال آخرون : عنى بها : صلاة العصر .
ذكر من قال ذلك :
18618 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن عبدة بن سليمان ، جويبر ، عن الضحاك ، في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : صلاة الفجر والعصر .
18619 - . . . . قال : حدثنا عن زيد بن حباب ، أفلح بن سعيد القبائي ، عن محمد بن كعب ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، الفجر و العصر .
18620 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا قال ، حدثنا ابن علية أبو رجاء ، [ ص: 504 ] عن الحسن في قوله : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : صلاة الصبح وصلاة العصر .
18621 - حدثني الحسين بن علي الصدائي قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا مبارك ، عن الحسن قال ، قال الله لنبيه : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : ( طرفي النهار ) ، الغداة والعصر .
18622 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، يعني صلاة العصر والصبح .
18623 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن عن مبارك بن فضالة ، الحسن : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، الغداة والعصر .
18624 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن زيد بن حباب ، أفلح بن زيد ، عن محمد بن كعب : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، الفجر والعصر .
18625 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا أبو عامر قال ، حدثنا قرة ، عن الحسن : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، قال : الغداة والعصر .
وقال بعضهم : بل عنى بطرفي النهار ، الظهر ، والعصر ، وبقوله : ( زلفا من الليل ) ، المغر ب ، والعشاء ، والصبح .
قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : "هي صلاة المغرب" ، كما ذكرنا عن ابن عباس .
وإنما قلنا هو أولى بالصواب لإجماع الجميع على أن صلاة أحد الطرفين من ذلك صلاة الفجر ، وهي تصلى قبل طلوع الشمس . فالواجب إذ كان ذلك من جميعهم إجماعا ، أن تكون صلاة الطرف الآخر المغرب ، لأنها تصلى بعد غروب الشمس . ولو كان واجبا أن يكون مرادا بصلاة أحد الطرفين قبل غروب الشمس ، وجب أن يكون مرادا بصلاة الطرف الآخر بعد [ ص: 505 ] طلوعها ، وذلك ما لا نعلم قائلا قاله ، إلا من قال : "عنى بذلك صلاة الظهر والعصر" . وذلك قول لا يخيل فساده ، لأنهما إلى أن يكونا جميعا من صلاة أحد الطرفين ، أقرب منهما إلى أن يكونا من صلاة طرفي النهار . وذلك أن "الظهر" لا شك أنها تصلى بعد مضي نصف النهار في النصف الثاني منه ، فمحال أن تكون من طرف النهار الأول ، وهي في طرفه الآخر .
فإذا كان لا قائل من أهل العلم يقول : "عنى بصلاة طرف النهار الأول صلاة بعد طلوع الشمس" ، وجب أن يكون غير جائز أن يقال : "عنى بصلاة طرف النهار الآخر صلاة قبل غروبها" .
وإذا كان ذلك كذلك ، صح ما قلنا في ذلك من القول ، وفسد ما خالفه .
وأما قوله : ( وزلفا من الليل ) ، فإنه يعني : ساعات من الليل .
وهي جمع "زلفة" ، و"الزلفة" ، الساعة ، والمنزلة ، والقربة ، وقيل : إنما سميت "المزدلفة " و"جمع " من ذلك ، لأنها منزل بعد عرفة وقيل سميت بذلك ، لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها ، ومنه قول العجاج في صفة بعير :
ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا [ ص: 506 ]
واختلفت القرأة في قراءة ذلك .
فقرأته عامة قراء المدينة والعراق : ( وزلفا ) ، بضم الزاي وفتح اللام .
وقرأه بعض أهل المدينة بضم الزاي واللام كأنه وجهه إلى أنه واحد ، وأنه بمنزلة "الحلم" .
وقرأ بعض المكيين : ( وزلفا ) ، بضم الزاي وتسكين اللام .
قال أبو جعفر : وأعجب القراءات في ذلك إلي أن أقرأها : ( وزلفا ) ، بضم الزاي وفتح اللام ، على معنى جمع "زلفة" ، كما تجمع "غرفة غرف" ، و"حجرة حجر" .
وإنما اخترت قراءة ذلك كذلك ، لأن ، وهي التي عنيت عندي بقوله : ( صلاة العشاء الآخرة إنما تصلى بعد مضي زلف من الليل وزلفا من الليل ) .
وبنحو الذي قلنا في قوله : ( وزلفا من الليل ) ، قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
18626 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( وزلفا من الليل ) ، قال : الساعات من الليل صلاة العتمة .
18627 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
18628 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ، مثله . [ ص: 507 ]
18629 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : ( زلفا من الليل ) يقول : صلاة العتمة .
18630 - حدثنا قال ، حدثنا محمد بن بشار يحيى ، عن عوف ، عن الحسن : ( وزلفا من الليل ) ، قال : العشاء .
18631 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عن يحيى بن آدم ، سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : كان ابن عباس يعجبه التأخير بالعشاء ويقرأ : ( وزلفا من الليل ) .
18632 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وزلفا من الليل ) ، قال : ساعة من الليل ، صلاة العتمة .
18633 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : ( وزلفا من الليل ) ، قال : العتمة ، وما سمعت أحدا من فقهائنا ومشايخنا ، يقول "العشاء" ، ما يقولون إلا "العتمة"
وقال قوم : الصلاة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامتها زلفا من الليل ، صلاة المغرب والعشاء .
ذكر من قال ذلك :
18634 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، واللفظ وابن وكيع ، ليعقوب قالا حدثنا قال ، حدثنا ابن علية أبو رجاء عن الحسن : ( وزلفا من الليل ) ، قال : هما زلفتان من الليل : صلاة المغرب ، وصلاة العشاء .
18635 - حدثنا ابن حميد قالا حدثنا وابن وكيع ، جرير ، عن أشعث ، عن الحسن في قوله : ( وزلفا من الليل ) ، قال : المغرب ، والعشاء .
18636 - حدثني الحسن بن علي ، قال حدثنا أبي قال ، حدثنا مبارك ، [ ص: 508 ] عن الحسن ، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، قال : ( زلفا من الليل ) : المغرب ، والعشاء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما زلفتا الليل ، المغرب والعشاء . "
18637 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وحدثنا وكيع ، ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان عن منصور عن مجاهد : ( وزلفا من الليل ) ، قال : المغرب ، والعشاء .
18638 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
18639 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو نعيم قال : ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
18640 - . . . . قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : قد بين الله مواقيت الصلاة في القرآن ، قال : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) [ سورة الإسراء : 78 ] ، قال : "دلوكها" : إذا زالت عن بطن السماء ، وكان لها في الأرض فيء . وقال : ( أقم الصلاة طرفي النهار ) ، الغداة والعصر ( وزلفا من الليل ) ، المغرب ، والعشاء . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما زلفتا الليل ، المغرب والعشاء .
18641 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( وزلفا من الليل ) ، قال : يعني صلاة المغرب وصلاة العشاء .
18642 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن أفلح بن سعيد قال : سمعت يقول : ( محمد بن كعب القرظي زلفا من الليل ) ، المغرب والعشاء .
18643 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن زيد بن حباب ، أفلح بن سعيد ، عن محمد بن كعب ، مثله . [ ص: 509 ]
18644 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو معشر ، عن : ( محمد بن كعب القرظي وزلفا من الليل ) ، المغرب والعشاء .
18645 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن عاصم بن سليمان ، عن الحسن قال : زلفتا الليل ، المغرب والعشاء .
18646 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عن عبد الرحمن بن مغراء ، جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( وزلفا من الليل ) ، قال : المغرب والعشاء .
18647 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عاصم ، عن الحسن : ( وزلفا من الليل ) ، قال : المغرب والعشاء .
18648 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن عبدة بن سليمان ، جويبر ، عن الضحاك : ( وزلفا من الليل ) ، قال : المغرب والعشاء .
18649 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير ، عن عاصم ، عن الحسن : ( زلفا من الليل ) ، صلاة المغرب والعشاء .
وقوله : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، يقول تعالى ذكره : إن الإنابة إلى طاعة الله والعمل بما يرضيه ، يذهب آثام معصية الله ، ويكفر الذنوب .
ثم اختلف أهل التأويل في "الحسنات" التي عنى الله في هذا الموضع ، اللاتي يذهبن السيئات ، فقال بعضهم : هن الصلوات الخمس المكتوبات .
ذكر من قال ذلك : [ ص: 510 ]
18650 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا عن ابن علية ، الجريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن أبي محمد بن الحضرمي قال ، حدثنا كعب في هذا المسجد ، قال : والذي نفس كعب بيده ، إن الصلوات الخمس لهن الحسنات التي يذهبن السيئات ، كما يغسل الماء الدرن .
18651 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن أفلح قال : سمعت يقول في قوله : ( محمد بن كعب القرظي إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : هن الصلوات الخمس .
18652 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الثوري ، عن عبد الله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18653 - . . . . قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد : ( إن الحسنات ) الصلوات .
18654 - حدثنا قال ، حدثنا محمد بن بشار يحيى ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة جميعا ، عن عوف ، عن الحسن : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18655 - حدثني زريق بن السخت قال ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن عبد الله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) [ ص: 511 ] ، قال : الصلوات الخمس .
18656 - حدثني المثنى قال ، حدثنا قال ، أخبرنا عمرو بن عون ، هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18657 - حدثني المثنى قال ، حدثنا قال ، أخبرنا عمرو بن عون هشيم ، عن منصور ، عن الحسن قال ، الصلوات الخمس .
18658 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا شريك ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18659 - . . . . قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن سعيد الجريري قال ، حدثني أبو عثمان ، عن سلمان قال : والذي نفسي بيده ، إن الحسنات التي يمحو الله بهن السيئات كما يغسل الماء الدرن : الصلوات الخمس .
18660 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن حفص بن غياث ، عبد الله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18661 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبد الله ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مزيدة بن زيد ، عن مسروق : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : الصلوات الخمس .
18662 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، وعبد الله بن أبي زياد القطواني [ ص: 512 ] قالا حدثنا عبد الله بن يزيد قال ، أخبرنا حيوة قال ، أخبرنا أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من بني تيم من رهط أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان رحمة الله عليه يقول : جلس عثمان يوما وجلسنا معه ، فجاء المؤذن ، فدعا عثمان بماء في إناء ، أظنه سيكون فيه قدر مد ، فتوضأ ، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ، ثم قال : . من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر ، غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح ، ثم صلى العصر ، غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر ، ثم صلى المغرب ، غفر له ما بينه وبين صلاة العصر ، ثم صلى العشاء ، غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب ، ثم لعله يبيت ليلته يتمرغ ، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء ، وهن الحسنات يذهبن السيئات
18663 - حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ، حدثنا أبو زرعة [ ص: 513 ] قال ، حدثنا حيوة قال ، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد ، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : جلس يوما على المقاعد فذكر نحوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه قال : عثمان بن عفان "وهن الحسنات إن الحسنات يذهبن السيئات" .
18664 - حدثنا ابن البرقي قال ، حدثنا ابن أبي مريم قال : أخبرنا نافع بن يزيد ، ورشدين بن سعد قالا حدثنا زهرة بن معبد قال : سمعت الحارث مولى عثمان بن عفان يقول ، جلس يوما على المقاعد ، ثم ذكر نحو ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال : وهن الحسنات : ( عثمان بن عفان إن الحسنات يذهبن السيئات ) .
18665 - حدثنا محمد بن عوف قال ، حدثنا قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا محمد بن إسماعيل ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الحسنات يذهبن السيئات ) . [ ص: 514 ] جعلت الصلوات كفارات لما بينهن ، فإن الله قال : (
18666 - حدثنا ابن سيار القزاز قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن قال ، أبي عثمان النهدي سلمان تحت شجرة ، فأخذ غصنا من أغصانها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ، ثم قال : هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كنت معه تحت شجرة ، فأخذ غصنا من أغصانها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ، ثم قال : ألا تسألني لم أفعل هذا يا سلمان؟ فقلت : ولم تفعله؟ فقال : إن . ثم تلا هذه الآية : ( المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى الصلوات الخمس ، تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، إلى آخر الآية . كنت مع
وقال آخرون : هو قول : "سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر" .
ذكر من قال ذلك :
18667 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا شريك ، عن [ ص: 515 ] منصور ، عن مجاهد : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، قال : "سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر" .
قال أبو جعفر : وأولى التأويلين بالصواب في ذلك ، قول من قال في ذلك : "هن الصلوات الخمس" ، لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواترها عنه أنه قال : ، وأن ذلك في سياق أمر الله بإقامة الصلوات ، والوعد على إقامتها الجزيل من الثواب عقيبها ، أولى من الوعد على ما لم يجر له ذكر من صالحات سائر الأعمال ، إذا خص بالقصد بذلك بعض دون بعض . "مثل الصلوات الخمس مثل نهر جار على باب أحدكم ، ينغمس فيه كل يوم خمس مرات ، فماذا يبقين من درنه؟"
وقوله : ( ذلك ذكرى للذاكرين ) ، يقول تعالى ذكره : هذا الذي أوعدت عليه من الركون إلى الظلم ، وتهددت فيه ، والذي وعدت فيه من إقامة الصلوات اللواتي يذهبن السيئات ، تذكرة ذكرت بها قوما يذكرون وعد الله ، فيرجون ثوابه ووعيده ، فيخافون عقابه ، لا من قد طبع على قلبه ، فلا يجيب داعيا ، ولا يسمع زاجرا .
وذكر أن هذه الآية نزلت بسبب رجل نال من غير زوجته ولا ملك يمينه بعض ما يحرم عليه ، فتاب من ذنبه ذلك .
ذكر الرواية بذلك :
18668 - حدثنا قال ، حدثنا هناد بن السري أبو الأحوص ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن علقمة والأسود قالا قال : عبد الله بن مسعود المدينة ، فأصبت منها ما دون أن أمسها ، فأنا هذا ، فاقض في ما شئت ! فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت على نفسك ! قال : ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا . فقام الرجل فانطلق ، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه ، فلما أتاه قرأ عليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ، فقال رجل من القوم : هذا له يا رسول الله خاصة؟ قال : بل للناس كافة . جاء رجل إلى [ ص: 516 ] النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني عالجت امرأة في بعض أقطار
18669 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا ، وحدثنا وكيع ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن عن سماك بن حرب ، إبراهيم ، عن علقمة والأسود ، عن عبد الله قال : إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ، [ ص: 517 ] فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه ، فقال عمر : يا رسول الله ، أله خاصة ، أم للناس كافة؟ قال : لا بل للناس كافة ولفظ الحديث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان ، فضممتها إلي وباشرتها وقبلتها ، وفعلت بها كل شي غير أني لم أجامعها . فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية : ( لابن وكيع .
18670 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا إسرائيل ، عن أنه سمع سماك بن حرب ، إبراهيم بن زيد ، يحدث عن علقمة ، والأسود ، عن ابن مسعود قال : عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه ! فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ، فقال : "ردوه علي ! فردوه ، فقرأ عليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ، قال : فقال معاذ بن جبل : أله وحده ، يا نبي الله ، أم للناس كافة؟ فقال : "بل للناس كافة . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ، ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا . فذهب الرجل ، فقال
18671 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، والأسود ، عن عبد الله قال : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، الآية . [ ص: 518 ] جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أخذت امرأة في البستان فأصبت منها كل شيء ، غير أني لم أنكحها ، فاصنع بي ما شئت ! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما ذهب دعاه فقرأ عليه هذه الآية : (
18672 - حدثنا قال ، حدثنا محمد بن المثنى أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي قال ، حدثنا شعبة ، عن قال ، سمعت سماك بن حرب إبراهيم يحدث عن خاله الأسود ، عن عبد الله : المدينة ، فأصاب منها ما دون الجماع ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فنزلت : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ، فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله ، لهذا خاصة ، أو لنا عامة؟ قال : بل لكم عامة . أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق
18673 - حدثنا قال ، حدثنا ابن المثنى أبو داود قال ، حدثنا شعبة قال ، أنبأني سماك قال ، سمعت إبراهيم يحدث عن خاله ، عن ابن مسعود : بالمدينة ، فأصبت منها ما دون الجماع ، نحوه . أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لقيت امرأة في حش
18674 - حدثنا قال ، حدثنا ابن المثنى أبو قطن عمرو بن الهيثم البغدادي قال ، حدثنا شعبة ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن خاله ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . [ ص: 519 ]
18675 - حدثني أبو السائب قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : جاء فلان بن معتب رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله دخلت علي امرأة ، فنلت منها ما ينال الرجل من أهله ، إلا أني لم أواقعها ؟ فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه ، حتى نزلت هذه الآية : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، الآية ، فدعاه فقرأها عليه .
18676 - حدثني يعقوب قالا حدثنا وابن وكيع ، وحدثنا ابن علية حميد بن مسعدة قال ، حدثنا بشر بن المفضل ، وحدثنا ابن عبد الأعلى قال ، حدثنا المعتمر بن سليمان جميعا ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن ابن مسعود : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، فقال الرجل : ألي هذه يا رسول الله؟ قال : لمن أخذ بها من أمتي أو : لمن عمل بها . [ ص: 520 ] أن رجلا أصاب من امرأة شيئا لا أدري ما بلغ ، غير أنه ما دون الزنا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فنزلت : (
18677 - حدثنا أبو كريب قالا حدثنا وابن وكيع قبيصة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي عثمان قال : سلمان ، فأخذ غصن شجرة يابسة فحته ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من توضأ فأحسن الوضوء ، تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ! ثم قال : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، إلى آخر الآية . كنت مع
18678 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبو أسامة ، وحسين الجعفي ، عن زائدة قال ، حدثنا عن عبد الملك بن عمير ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ قال : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : توضأ ثم صل . قال معاذ : قلت : يا رسول الله ، أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال : بل للمؤمنين عامة . [ ص: 521 ] أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها ، فليس يأتي الرجل من امرأته شيئا إلا قد أتاه منها ، غير أن لم يجامعها؟ فأنزل الله هذه الآية : (
18679 - حدثنا قال ، حدثنا محمد بن المثنى محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة ، عن عن عبد الملك بن عمير ، عبد الرحمن بن أبي ليلى : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، الآية ، فقال معاذ : يا رسول الله ، أله خاصة ، أم للناس عامة؟ قال : هي للناس عامة . أن رجلا أصاب من امرأة ما دون الجماع ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن ذلك ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو : أنزلت (
18680 - حدثنا قال ، حدثنا ابن المثنى أبو داود قال ، حدثنا شعبة ، عن قال : سمعت عبد الملك بن عمير عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحوه .
18681 - حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال ، حدثني عمرو بن الحارث قال ، حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي قال ، حدثنا أنه سمع سليم بن عامر ، أبا أمامة يقول : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، الآية . إن رجلا أتى رسول الله [ ص: 522 ] صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أقم في حد الله مرة واثنتين . فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقيمت الصلاة ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة ، قال : أين هذا القائل : أقم في حد الله؟ قال : أنا ذا ! قال : هل أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا؟ قال : نعم! قال : فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك ، فلا تعد ! وأنزل الله حينئذ على رسوله : (
18682 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثني جرير ، عن عبد الملك ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، معاذ بن جبل : أنه كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله ، رجل أصاب من امرأة ما لا يحل له ، لم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا أتاه إلا أنه لم يجامعها؟ قال : يتوضأ وضوءا حسنا ثم يصلي . فأنزل الله هذه الآية : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) [ ص: 523 ] ، الآية ، فقال معاذ : هي له يا رسول الله خاصة ، أم للمسلمين عامة؟ قال : بل للمسلمين عامة عن
18683 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال ، أخبرنا محمد بن مسلم ، عن عن عمرو بن دينار ، يحيى بن جعدة : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، الآية . أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر امرأة وهو جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنه لحاجة ، فأذن له ، فذهب يطلبها فلم يجدها . فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بالمطر ، فوجد المرأة جالسة على غدير ، فدفع في صدرها وجلس بين رجليها ، فصار ذكره مثل الهدبة ، فقام نادما حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : استغفر ربك وصل أربع ركعات : قال : وتلا عليه : (
18684 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن عثمان بن وهب ، عن موسى بن طلحة ، أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال : أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمرا ، فقلت : إن في البيت تمرا أجود من هذا! فدخلت ، فأهويت إليها فقبلتها . فأتيت أبا بكر فسألته ، فقال : استر على نفسك وتب واستغفر الله ! فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخلفت رجلا غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا !! حتى ظننت أني من أهل النار ، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ! قال : فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فنزل جبريل فقال : أين أبو اليسر؟ فجئت ، فقرأ علي : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، إلى : ( ذكرى للذاكرين ) ، [ ص: 524 ] قال إنسان : له يا رسول الله ، خاصة ، أم للناس عامة؟ قال : للناس عامة . عن
18685 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن عن عثمان بن موهب ، موسى بن طلحة ، أبي اليسر قال : لقيت امرأة فالتزمتها ، غير أني لم أنكحها ، فأتيت رحمة الله عليه فقال : اتق الله ، واستر على نفسك ، ولا تخبرن أحدا ! فلم أصبر حتى أتيت عمر بن الخطاب أبا بكر رحمة الله عليه ، فسألته فقال : اتق الله واستر على نفسك ولا تخبرن أحدا ! قال : فلم أصبر حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فقال له : هل جهزت غازيا في أهله ؟ قلت : لا قال : فهل خلفت غازيا في أهله؟ قلت : لا فقال لي ، حتى تمنيت أني كنت دخلت في الإسلام تلك الساعة! قال : فلما وليت دعاني ، فقرأ علي : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، فقال له أصحابه : ألهذا خاصة ، أم للناس عامة؟ فقال : بل للناس عامة . عن
18686 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثني سعيد ، عن قتادة : إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) . أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله هلكت ! فأنزل الله : (
18687 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن [ ص: 525 ] معمر ، سليمان التيمي قال : ضرب رجل على كفل امرأة ، ثم أتى أبا بكر وعمر رحمة الله عليهما . فكلما سأل رجلا منهما عن كفارة ذلك قال : أمغزية هي [ مادا ] ؟ قال : نعم ! قال : لا أدري! ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك ، فقال : أمغزية هي؟ قال : نعم! قال : لا أدري! حتى أنزل الله : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) . عن
18688 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، في قول الله : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، عمر فذكر ذلك له ، فقال : اتق الله ، ولا تكن امرأة غاز ! فقال الرجل : هي امرأة غاز . فذهب إلى أبى بكر ، فقال مثل ما قال عمر . فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جميعا ، فقال له : كذلك ، ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبهم ، فأنزل الله : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) ، الصلوات المفروضات ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) . أن امرأة دخلت على رجل يبيع الدقيق ، فقبلها فأسقط في يده . فأتى
18689 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن قال ، أخبرني ابن جريج عطاء بن أبي رباح قال : أقبلت امرأة حتى جاءت إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه ، فدخل بها البيت ، فلما خلا له قبلها . قال : فسقط في يديه ، فانطلق إلى أبي بكر ، فذكر ذلك له ، فقال : أبصر ، لا تكونن امرأة رجل غاز ! فبينما هم على ذلك ، نزل في ذلك : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) قيل لعطاء : المكتوبة هي؟ قال : نعم ، هي المكتوبة [ ص: 526 ] فقال وقال ابن جريج ، عبد الله بن كثير : هي المكتوبات .
قال : عن ابن جريج يزيد بن رومان : أن رجلا من بني غنم ، دخلت عليه امرأة فقبلها ، ووضع يده على دبرها . فجاء إلى أبى بكر رضي الله عنه ، ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه ، ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية : ( أقم الصلاة ) ، إلى قوله : ( ذلك ذكرى للذاكرين ) ، فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر ، فذلك قوله : ( ذكرى للذاكرين ) .