القول في تأويل قوله تعالى : ( ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ( 123 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولله ، يا محمد ، ملك كل ما غاب عنك في السموات والأرض فلم تطلع ولم تعلمه ، كل ذلك بيده وبعلمه ، لا يخفى عليه منه شيء ، وهو عالم بما يعمله مشركو قومك ، [ ص: 545 ] وما إليه مصير أمرهم ، من إقامة على الشرك ، أو إقلاع عنه وتوبة ( وإليه يرجع الأمر كله ) ، يقول : وإلى الله معاد كل عامل وعمله ، وهو مجاز جميعهم بأعمالهم ، كما : -
18766 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن : ( ابن جريج وإليه يرجع الأمر كله ) ، قال : فيقضي بينهم بحكمه بالعدل .
( فاعبده ) ، يقول : فاعبد ربك يا محمد ( وتوكل عليه ) ، يقول : وفوض أمرك إليه ، وثق به وبكفايته ، فإنه كافي من توكل عليه .
وقوله : ( وما ربك بغافل عما تعملون ) ، يقول تعالى ذكره : وما ربك ، يا محمد ، بساه عما يعمل هؤلاء المشركون من قومك ، بل هو محيط به ، لا يعزب عنه شيء منه ، وهو لهم بالمرصاد ، فلا يحزنك إعراضهم عنك ، ولا تكذيبهم بما جئتهم به من الحق ، وامض لأمر ربك ، فإنك بأعيننا .
18767 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عن زيد بن الحباب ، جعفر بن سليمان ، عن عن أبي عمران الجوني ، عبد الله بن رباح ، عن كعب ، قال : خاتمة "التوراة" ، خاتمة "هود"
( آخر تفسير سورة هود ، والحمد لله وحده )