القول في تأويل قوله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب    ( 39 ) ) 
قال أبو جعفر   : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . 
فقال بعضهم : يمحو الله ما يشاء من أمور عباده ، فيغيره ، إلا الشقاء والسعادة ، فإنهما لا يغيران . 
ذكر من قال ذلك : 
20461 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا بحر بن عيسى  ، عن  ابن أبي ليلى  ، عن المنهال  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : يدبر الله أمر العباد فيمحو ما يشاء ، إلا الشقاء والسعادة [ والحياة ] والموت . 
 [ ص: 478 ]  20462 - حدثنا ابن بشار  قال : حدثنا . . .  ابن أبي ليلى  ، عن  المنهال بن عمرو  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : كل شيء غير السعادة والشقاء ، فإنهما قد فرغ منهما . 
20463 - حدثني علي بن سهل  قال : حدثنا يزيد  وحدثنا أحمد  قال حدثنا أبو أحمد  عن سفيان  ، عن  ابن أبي ليلى  ، عن المنهال  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  يقول : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : إلا الشقاء والسعادة ، والموت والحياة . 
20464 - حدثني المثنى  قال : حدثنا  أبو نعيم الفضل بن دكين  وقبيصة  قالا حدثنا سفيان  ، عن  ابن أبي ليلى  ، عن  المنهال بن عمرو  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، مثله . 
20465 - حدثنا عمرو بن علي  قال : حدثنا  وكيع  قال : حدثنا  ابن أبي ليلى  ، عن  المنهال بن عمرو  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : قال ابن عباس   : إلا الحياة والموت ، والشقاء والسعادة . 
 [ ص: 479 ]  20466 - حدثني المثنى  قال : حدثنا  عمرو بن عون  قال : أخبرنا هشيم  عن  ابن أبي ليلى  ، عن  المنهال بن عمرو  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : يقدر الله أمر السنة في ليلة القدر ، إلا الشقاوة والسعادة والموت والحياة . 
20467 - حدثنا عمرو بن علي  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا سفيان  ، عن منصور  ، عن مجاهد  في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قال : إلا الحياة والموت والسعادة والشقاوة فإنهما لا يتغيران . 
20468 - حدثنا عمرو  قال : حدثنا عبد الرحمن  قال : حدثنا معاذ بن عقبة  ، عن منصور  ، عن مجاهد   . مثله . 
20469 - حدثنا ابن بشار  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا سفيان  ، عن منصور  ، عن مجاهد  ، مثله . 
20470 - . . . قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا سفيان  ، عن منصور  قال : قلت لمجاهد  إن كنت كتبتني سعيدا فأثبتني ، وإن كنت كتبتني شقيا فامحني" قال : الشقاء والسعادة قد فرغ منهما . 
20471 - حدثنا أحمد  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا سفيان  ، عن منصور  ، عن مجاهد  قال : حدثنا سعيد بن سليمان  قال : حدثنا شريك  ، عن منصور  ، عن مجاهد   : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قال : ينزل الله كل شيء في السنة في ليلة القدر ، فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير ، إلا الشقاء والسعادة ، فإنهما ثابتان . 
 [ ص: 480 ] 
20472 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا جرير  ، عن منصور  قال : سألت  مجاهدا  فقلت : أرأيت دعاء أحدنا يقول : "اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم ، وإن كان في الأشقياء فامحه واجعله في السعداء" فقال : حسن . ثم أتيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك ، فسألته عن ذلك ، فقال : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم   ) [ سورة الدخان : 3 ، 4 ] قال : يقضى في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ، ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء . فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير . 
وقال آخرون : معنى ذلك أن الله يمحو ما يشاء ويثبت من كتاب سوى أم الكتاب الذي لا يغير منه شيء . 
ذكر من قال ذلك : 
20473 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحجاج  قال : حدثنا حماد  ، عن سليمان التيمي  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  أنه قال في هذه الآية : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، قال : كتابان : كتاب يمحو منه ما يشاء ويثبت ، وعنده أم الكتاب . 
20474 - حدثنا عمرو بن علي  قال : حدثنا سهل بن يوسف  قال : حدثنا سليمان التيمي  ، عن عكرمة  ، في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ،  [ ص: 481 ] قال : الكتاب كتابان ، كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت ، وعنده أم الكتاب . 
20475 - . . . قال : حدثنا أبو عامر  قال : حدثنا حماد بن سلمة  ، عن سليمان التيمي  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  بمثله . 
20475 م - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا المعتمر بن سليمان  ، عن أبيه ، عن عكرمة  قال : الكتاب كتابان ، ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء ، ويثبت كل ما أراد . 
ذكر من قال ذلك : 
20476 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا عثام  ، عن الأعمش  ، عن شقيق  أنه كان يقول : "اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء ، فامحنا واكتبنا سعداء ، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب" . 
20477 - حدثنا عمرو قال : حدثنا  وكيع  قال : حدثنا الأعمش  ، عن أبي وائل  قال : كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات : "اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء ، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب" . 
20478 - . . . قال : حدثنا  معاذ بن هشام  قال : حدثنا أبي ، عن أبي حكيمة  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، أن  عمر بن الخطاب  قال وهو يطوف بالبيت ويبكي : اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنبا فامحه ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت . وعندك أم الكتاب ، فاجعله سعادة ومغفرة . 
 [ ص: 482 ]  20479 - . . . حدثنا معتمر  ، عن أبيه ، عن أبي حكيمة  ، عن أبي عثمان  قال : وأحسبني قد سمعته من أبي عثمان  ، مثله . 
20480 - . . . قال : حدثنا أبو عامر  قال : حدثنا قرة بن خالد  ، عن عصمة أبي حكيمة  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، عن عمر  رحمه الله ، مثله . 
20481 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحجاج  قال : حدثنا حماد  قال : حدثنا أبو حكيمة  قال : سمعت أبا عثمان النهدي  قال : سمعت  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه يقول ، وهو يطوف بالكعبة   : اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبت علي الذنب والشقوة فامحني وأثبتني في أهل السعادة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب .  [ ص: 483 ] 
20482 - . . . قال : حدثنا الحجاج  بن المنهال قال : حدثنا حماد  ، عن خالد الحذاء  ، عن أبي قلابة  ، عن ابن مسعود  ، أنه كان يقول : اللهم إن كنت كتبتني في [ أهل ] الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة . 
20483 - حدثني محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس  قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، يقول : هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ، ثم يعود لمعصية الله ، فيموت على ضلاله ، فهو الذي يمحو ، والذي يثبت : الرجل يعمل بمعصية الله ، وقد كان سبق له خير ، حتى يموت وهو في طاعة الله ، فهو الذي يثبت . 
20484 - حدثنا أحمد  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا شريك  ، عن هلال بن حميد  ، عن عبد الله بن عكيم  ، عن عبد الله ،  أنه كان يقول : اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب .  [ ص: 484 ] 
20485 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحجاج  قال : حدثنا حماد  ، عن أبي حمزة  ، عن إبراهيم ،  أن كعبا  قال لعمر  رحمة الله عليه : يا أمير المؤمنين ، لولا آية في كتاب الله لأنبأتك ما هو كائن إلى يوم القيامة قال : وما هي؟ قال : قول الله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) . 
20486 - حدثت من الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  يقول : حدثنا عبيد  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : ( لكل أجل كتاب   ) الآية ، يقول : ( يمحو الله ما يشاء   ) ، يقول : أنسخ ما شئت ، وأصنع من الأفعال ما شئت ، إن شئت زدت فيها ، وإن شئت نقصت . 
20487 - حدثنا الحسن بن محمد  قال : حدثنا عفان  قال : حدثنا همام  قال : حدثنا الكلبي  قال : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قال : يمحي من الرزق ويزيد فيه ، ويمحي من الأجل ويزيد فيه . قلت : من حدثك! قال : أبو صالح  ، عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري  ، عن النبي صلى الله عليه  [ ص: 485 ] وسلم . فقدم الكلبي  بعد ، فسئل عن هذه الآية : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قال : يكتب القول كله ، حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عليه عقاب ، مثل قولك : أكلت ، شربت ، دخلت ، خرجت ، ذلك ونحوه من الكلام ، وهو صادق ، ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب . 
20488 - حدثنا الحسن  قال : حدثنا عبد الوهاب  قال : سمعت الكلبي  ، عن أبي صالح  نحوه ، ولم يجاوز أبا صالح   . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك أن الله ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه . 
ذكر من قال ذلك : 
20489 - حدثني المثنى  قال : حدثنا عبد الله بن صالح  قال : حدثني معاوية  ، عن علي ،  عن ابن عباس   : ( يمحو الله ما يشاء   ) ، قال : من القرآن . يقول : يبدل الله ما يشاء فينسخه ، ويثبت ما يشاء فلا يبدله ( وعنده أم الكتاب   ) ، يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ، الناسخ والمنسوخ ، وما يبدل وما يثبت ، كل ذلك في كتاب . 
20490 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، هي مثل قوله :  [ ص: 486 ]  ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها   ) [ سورة البقرة : 106 ] ، وقوله : ( وعنده أم الكتاب   ) : أي جملة الكتاب وأصله . 
20491 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا محمد بن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة   : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ما يشاء ، وهو الحكيم ( وعنده أم الكتاب   ) وأصله . 
20492 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( يمحو الله ما يشاء   ) ، بما ينزل على الأنبياء ، ( ويثبت ) ما يشاء مما ينزل على الأنبياء ، قال : ( وعنده أم الكتاب   ) ، لا يغير ولا يبدل . 
20493 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  قال : قال  ابن جريج   : ( يمحو الله ما يشاء   ) ، قال : ينسخ . قال : ( وعنده أم الكتاب   ) ، قال : الذكر . 
وقال آخرون : معنى ذلك أنه يمحو من قد حان أجله ، ويثبت من لم يجئ أجله إلى أجله . 
ذكر من قال ذلك : 
20494 - حدثنا  محمد بن بشار  قال : حدثنا ابن أبي عدي  ، عن عوف  ، عن الحسن  في قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب   ) ، يقول : يمحو من جاء أجله فذهب ، والمثبت الذي هو حي يجري إلى أجله . 
20495 - حدثنا عمرو بن علي  قال : حدثنا يحيى  قال : حدثنا عوف  قال : سمعت الحسن  يقول : ( يمحو الله ما يشاء   ) ، قال : من جاء أجله ( ويثبت ) ، قال : من لم يجئ أجله إلى أجله . 
20496 - حدثنا الحسن بن محمد  قال : حدثنا هوذة  قال : حدثنا عوف  ، عن الحسن  ، نحو حديث ابن بشار   . 
 [ ص: 487 ]  520497 - . . . قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء  قال : أخبرنا سعيد  ، عن قتادة  ، عن الحسن  في قوله : ( لكل أجل كتاب   ) ، قال : آجال بني آدم في كتاب ، ( يمحو الله ما يشاء   ) من أجله ( ويثبت وعنده أم الكتاب   ) . 
20498 - . . . قال : حدثنا شبابة  قال : حدثنا ورقاء  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  قول الله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قالت قريش  حين أنزل : ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله   ) [ سورة الرعد : 38 ] : ما نراك ، يا محمد  تملك من شيء ، ولقد فرغ من الأمر! فأنزلت هذه الآية تخويفا ووعيدا لهم : إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ، ونحدث في كل رمضان ، فنمحو ونثبت ما نشاء من أرزاق الناس ومصائبهم ، وما نعطيهم ، وما نقسم لهم . 
20499 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الله  ، عن ورقاء  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  نحوه . 
20500 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  ، نحوه . 
وقال آخرون : معنى ذلك : ويغفر ما يشاء من ذنوب عباده ، ويترك ما يشاء فلا يغفر . 
ذكر من قال ذلك : 
20501 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا حكام  ، عن عمرو  ، عن عطاء  ، عن سعيد  في قوله ( يمحو الله ما يشاء ويثبت   ) ، قال : يثبت في البطن الشقاء والسعادة وكل شيء ، فيغفر منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء . 
 [ ص: 488 ] 
قال أبو جعفر   : وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بتأويل الآية وأشبهها بالصواب ، القول الذي ذكرناه عن الحسن  ومجاهد ،  وذلك أن الله تعالى ذكره توعد المشركين الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات بالعقوبة ، وتهددهم بها ، وقال لهم : ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب   ) ، يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلا مثبتا في كتاب ، هم مؤخرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل . ثم قال لهم : فإذا جاء ذلك الأجل ، يجيء الله بما شاء ممن قد دنا أجله وانقطع رزقه ، أو حان هلاكه أو اتضاعه من رفعة أو هلاك مال ، فيقضي ذلك في خلقه ، فذلك محوه ، ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه وأكله ، فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه . 
وبهذا المعنى جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك ما : - 
20502 - حدثني محمد بن سهل بن عسكر  قال : حدثنا ابن أبي مريم  قال : حدثنا الليث بن سعد  ، عن زيادة بن محمد  ، عن  محمد بن كعب القرظي  ، عن فضالة بن عبيد  ، عن  أبي الدرداء  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل ، في الساعة الأولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت . ثم ذكر ما في الساعتين الأخريين  . 
 [ ص: 489 ]  20503 - حدثنا  موسى بن سهل الرملي  قال : حدثنا آدم  قال : حدثنا الليث  قال : حدثنا زيادة بن محمد  ، عن  محمد بن كعب القرظي  ، عن فضالة بن عبيد  ، عن  أبي الدرداء  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل ، يفتح الذكر في الساعة الأولى الذي لم يره أحد غيره ، يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء  . 
20504 - حدثني محمد بن سهل بن عسكر  قال : حدثنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا  ابن جريج  ، عن عطاء  ، عن ابن عباس  قال : إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمئة عام ، من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت ، والدفتان لوحان لله ، كل يوم ثلاثمئة وستون لحظة ، يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . 
20505 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا محمد بن ثور  قال : حدثنا المعتمر بن سليمان  ، عن أبيه قال : حدثني رجل ، عن أبيه ، عن قيس بن عباد  ، أنه قال : العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء . 
				
						
						
