القول في تأويل قوله تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 61 ) )
يقول تعالى ذكره ( ولو يؤاخذ الله ) عصاة بني آدم بمعاصيهم ( ما ترك عليها ) يعني على الأرض ( من دابة ) تدب عليها ( ولكن يؤخرهم ) يقول : ولكن بحلمه يؤخر هؤلاء الظلمة فلا يعاجلهم بالعقوبة ( إلى أجل مسمى ) يقول : إلى وقتهم الذي وقت لهم ، ( فإذا جاء أجلهم ) يقول : فإذا جاء الوقت الذي وقت لهلاكهم ( لا يستأخرون ) عن الهلاك ساعة فيمهلون ( ولا يستقدمون ) له حتى يستوفوا آجالهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا قال : ثنا محمد بن بشار ، عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، قال : كاد الجعل أن يعذب بذنب بني آدم ، وقرأ ( لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ) .
[ ص: 231 ] حدثنا قال : ثنا محمد بن المثنى ، إسماعيل بن حكيم الخزاعي ، قال : ثنا محمد بن جابر الجعفي ، عن عن يحيى بن أبي كثير ، أبي سلمة ، قال : سمع رجلا وهو يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، قال : فالتفت إليه فقال : بلى ، والله إن الحبارى لتموت في وكرها هزالا بظلم الظالم . أبو هريرة
حدثني يعقوب ، قال : ثنا أبو عبيدة الحداد ، قال : ثنا عن قرة بن خالد السدوسي ، قال : قال الزبير بن عدي ، ابن مسعود : خطيئة ابن آدم قتلت الجعل .
حدثنا أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، قال : قال عبد الله : كاد الجعل أن يهلك في جحره بخطيئة ابن آدم .
حدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال الله : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) قال : نرى أنه إذا حضر أجله فلا يؤخر ساعة ، ولا يقدم ، ما لم يحضر أجله ، فإن الله يؤخر ما شاء ، ويقدم ما شاء .