[ ص: 501 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( 70 ) )
يقول تعالى ذكره ( ولقد كرمنا بني آدم ) بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق ، وتسخيرنا سائر الخلق لهم ( وحملناهم في البر ) على ظهور الدواب والمراكب ( و ) في ( البحر ) في الفلك التي سخرناها لهم ( ورزقناهم من الطيبات ) يقول : من طيبات المطاعم والمشارب ، وهي حلالها ولذيذاتها ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ذكر لنا أن ذلك تمكنهم من العمل بأيديهم ، وأخذ الأطعمة والأشربة بها ورفعها بها إلى أفواههم ، وذلك غير متيسر لغيرهم من الخلق .
كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن قوله ( ابن جريج ، ولقد كرمنا بني آدم ) . . . . الآية ، قال ( وفضلناهم ) في اليدين يأكل بهما ، ويعمل بهما ، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عن في قوله ( زيد بن أسلم ، ولقد كرمنا بني آدم ) قال : قالت الملائكة : يا ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون منها ، ويتنعمون ، ولم تعطنا ذلك ، فأعطناه في الآخرة ، فقال : وعزتي لا أجعل ذرية من خلقت بيدي ، كمن قلت له كن فكان .