القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_29434nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ( 93 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : قل يا
محمد ليهود بني إسرائيل : بئس الشيء يأمركم به إيمانكم; إن كان يأمركم بقتل أنبياء الله ورسله
[ ص: 361 ] والتكذيب بكتبه ، وجحود ما جاء من عنده . ومعنى "إيمانهم " : تصديقهم الذي زعموا أنهم به مصدقون من كتاب الله ، إذ قيل لهم : آمنوا بما أنزل الله ، فقالوا : نؤمن بما أنزل علينا . وقوله : ( إن كنتم مؤمنين ) ، أي : إن كنتم مصدقين كما زعمتم بما أنزل الله عليكم ، وإنما كذبهم الله بذلك - لأن التوراة تنهى عن ذلك كله ، وتأمر بخلافه ، فأخبرهم أن تصديقهم بالتوراة ، إن كان يأمرهم بذلك ، فبئس الأمر تأمر به . وإنما ذلك نفي من الله تعالى ذكره عن التوراة ، أن تكون تأمر بشيء مما يكرهه الله من أفعالهم ، وأن يكون التصديق بها يدل على شيء من مخالفة أمر الله ، وإعلام منه - جل ثناؤه - أن الذي يأمرهم بذلك أهواؤهم ، والذي يحملهم عليه البغي والعدوان .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_29434nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 93 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِيَهُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ : بِئْسَ الشَّيْءُ يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ; إِنْ كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِقَتْلِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ
[ ص: 361 ] وَالتَّكْذِيبِ بِكُتُبِهِ ، وَجَحُودِ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ . وَمَعْنَى "إِيمَانِهِمْ " : تَصْدِيقُهُمُ الَّذِي زَعَمُوا أَنَّهُمْ بِهِ مُصَدِّقُونَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، إِذْ قِيلَ لَهُمْ : آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، فَقَالُوا : نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا . وَقَوْلُهُ : ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) ، أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ مُصَدِّقِينَ كَمَا زَعَمْتُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنَّمَا كَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ - لِأَنَّ التَّوْرَاةَ تَنْهَى عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَتَأْمُرُ بِخِلَافِهِ ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ تَصْدِيقَهُمْ بِالتَّوْرَاةِ ، إِنْ كَانَ يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ ، فَبِئْسَ الْأَمْرُ تَأْمُرُ بِهِ . وَإِنَّمَا ذَلِكَ نَفْيٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنِ التَّوْرَاةِ ، أَنْ تَكُونَ تَأْمُرُ بِشَيْءٍ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ ، وَأَنْ يَكُونَ التَّصْدِيقُ بِهَا يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللَّهِ ، وَإِعْلَامٌ مِنْهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - أَنَّ الَّذِي يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ أَهْوَاؤُهُمْ ، وَالَّذِي يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ الْبَغْيُ وَالْعُدْوَانُ .