القول في تأويل قوله تعالى : ( قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا    ( 63 ) ) 
يقول تعالى ذكره : قال فتى موسى لموسى حين قال له : آتنا غداءنا لنطعم : أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت هنالك ( وما أنسانيه إلا الشيطان   ) يقول : وما أنساني الحوت إلا الشيطان ( أن أذكره   ) فأن في موضع نصب ردا على الحوت ، لأن معنى الكلام : وما أنساني أن أذكر الحوت إلا الشيطان سبق الحوت إلى الفعل ، ورد عليه قوله ( أن أذكره   ) وقد ذكر أن ذلك في مصحف عبد الله   : وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان . 
حدثني بذلك بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة  ، حدثني العباس بن الوليد  قال : سمعت محمد بن معقل ،  يحدث عن أبيه ، أن الصخرة التي أوى إليها موسى هي الصخرة التي دون نهر الذئب على الطريق ( واتخذ سبيله في البحر عجبا   ) يعجب منه  . 
كما حدثني محمد بن عمرو ،  قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى  ، وحدثني الحارث ،  قال : ثنا الحسن ،  قال : ثنا ورقاء ،  جميعا عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  قوله : ( في البحر عجبا   ) قال : موسى يعجب من أثر الحوت في البحر ودوراته التي غاب فيها ، فوجد عندها خضرا  .  [ ص: 61 ] 
حدثنا القاسم ،  قال : ثنا الحسين ،  قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  مثله . 
حدثنا الحسن ،  قال : أخبرنا عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا معمر ،  عن قتادة ،  في قوله : ( واتخذ سبيله في البحر عجبا   ) فكان موسى لما اتخذ سبيله في البحر عجبا ، يعجب من سرب الحوت  . 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله : ( واتخذ سبيله في البحر عجبا   ) قال : عجب والله حوت كان يؤكل منه أدهرا ، أي شيء أعجب من حوت كان دهرا من الدهور يؤكل منه ، ثم صار حيا حتى حشر في البحر  . 
حدثني محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،  قال : جعل الحوت لا يمس شيئا في البحر إلا يبس حتى يكون صخرة ، فجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يعجب من ذلك . 
حدثنا أبو كريب ،  قال : ثنا الحسن بن عطية ،  قال : ثنا عمرو بن ثابت ،  عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس   ( واتخذ سبيله في البحر عجبا   ) قال : يعني كان سرب الحوت في البحر لموسى عجبا  . 
				
						
						
