يقول تعالى ذكره :
فلما قال ذلك عيسى لأمه اطمأنت نفسها ، وسلمت لأمر الله ، وحملته حتى أتت به قومها .
كما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق ، عمن لا يتهم ، عن قال : أنساها يعنى مريم كرب البلاء وخوف الناس ما كانت [ ص: 185 ] تسمع من الملائكة من البشارة بعيسى ، حتى إذا كلمها ، يعني عيسى ، وجاءها مصداق ما كان الله وعدها احتملته ثم أقبلت به إلى قومها . وهب بن منبه ،
وقال في ذلك ما حدثنا السدي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن قال : لما ولدته ذهب الشيطان ، فأخبر بني إسرائيل أن مريم قد ولدت ، فأقبلوا يشتدون ، فدعوها ( السدي ، فأتت به قومها تحمله ) .
وقوله ( قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ) يقول تعالى ذكره : فلما رأوا مريم ، ورأوا معها الولد الذي ولدته ، قالوا لها : يا مريم لقد جئت بأمر عجيب ، وأحدثت حدثا عظيما . وكل عامل عملا أجاده وأحسنه فقد فراه ، كما قال الراجز :
قد أطعمتني دقلا حجريا قد كنت تفرين به الفريا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله تعالى ( فريا ) قال : عظيما .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ، مثله .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( لقد جئت شيئا فريا ) [ ص: 186 ] قال : عظيما .
حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا ) قال : عظيما .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عمن لا يتهم ، عن قال : لما رأوها ورأوه معها ، قالوا : يا مريم ( وهب بن منبه ، لقد جئت شيئا فريا ) : أي الفاحشة غير المقاربة .