الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا ( 51 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : واذكر يا محمد في كتابنا الذي أنزلناه إليك موسى بن عمران ، واقصص على قومك أنه كان مخلصا .

واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين : ( إنه كان مخلصا ) بكسر اللام من المخلص ، بمعنى : إنه كان يخلص لله العبادة ، ويفرده بالألوهية ، من غير أن يجعل له فيها شريكا ، وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة خلا عاصم ( إنه كان مخلصا ) بفتح اللام من مخلص ، بمعنى : إن موسى كان الله قد أخلصه واصطفاه لرسالته ، وجعله نبيا مرسلا .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي : أنه كان صلى الله عليه وسلم مخلصا عبادة الله ، مخلصا للرسالة والنبوة ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب . [ ص: 210 ]

( وكان رسولا ) يقول : وكان لله رسولا إلى قومه بني إسرائيل ، ومن أرسله إليه نبيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية