يقول تعالى ذكره : وكثيرا أهلكنا يا محمد قبل قومك من مشركي قريش ، من قرن ، يعني من جماعة من الناس ، إذا سلكوا في خلافي وركوب معاصي مسلكهم ، هل تحس منهم من أحد : يقول : فهل تحس أنت منهم أحدا يا محمد فتراه وتعاينه ( أو تسمع لهم ركزا ) يقول :
أو تسمع لهم صوتا ، بل بادوا وهلكوا ، وخلت منهم دورهم ، وأوحشت منهم منازلهم ، وصاروا إلى دار لا ينفعهم فيها إلا صالح من عمل قدموه ، فكذلك قومك هؤلاء ، صائرون إلى ما صار إليه أولئك ، إن لم يعالجوا التوبة قبل الهلاك . [ ص: 265 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( أو تسمع لهم ركزا ) قال : صوتا .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قوله ( هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) قال : هل ترى عينا ، أو تسمع صوتا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) يقول : هل تسمع من صوت ، أو ترى من عين .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله ( أو تسمع لهم ركزا ) يعني : صوتا .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ركز الناس : أصواتهم . قال أبو كريب : قال سفيان : ( هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) قال : أو تسمع لهم حسا . قال : والركز : الحس .
قال أبو جعفر : والركز في كلام العرب : الصوت الخفي ، كما قال الشاعر :
فتوجست ذكر الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها
آخر تفسير سورة مريم ، والحمد لله رب العالمين