الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ( 42 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد بهؤلاء المستعجليك بالعذاب ، القائلين : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين من يكلؤكم أيها القوم ؟ يقول : من يحفظكم ويحرسكم بالليل إذا نمتم ، وبالنهار إذا تصرفتم من الرحمن ؟ يقول : من أمر الرحمن إن نزل بكم ، ومن عذابه إن حل بكم ، وترك ذكر الأمر ، وقيل من الرحمن اجتزاء بمعرفة السامعين لمعناه من ذكره .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس في قوله ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ) قال : يحرسكم .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ) قل من يحفظكم بالليل والنهار من الرحمن ، يقال منه : كلأت القوم : إذا حرستهم ، أكلؤهم ، كما قال ابن هرمة :


إن سليمى ( والله يكلؤها ) ضنت بشيء ما كان يرزؤها

[ ص: 447 ] قوله ( بل هم عن ذكر ربهم معرضون ) وقوله بل : تحقيق لجحد قد عرفه المخاطبون بهذا الكلام ، وإن لم يكن مذكورا في هذا الموضع ظاهرا .

ومعنى الكلام : وما لهم أن لا يعلموا أنه لا كالئ لهم من أمر الله إذا هو حل بهم ليلا أو نهارا ، بل هم عن ذكر مواعظ ربهم وحججه التي احتج بها عليهم معرضون لا يتدبرون ذلك فلا يعتبرون به ، جهلا منهم وسفها .

التالي السابق


الخدمات العلمية