القول في تأويل قوله تعالى : ( قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون    ( 41 ) ) 
يقول تعالى ذكره : قال سليمان   - لما أتى عرش بلقيس صاحبة سبأ  ، وقدمت هي عليه ، لجنده : غيروا لهذه المرأة سريرها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثنا أبو سفيان  ، عن معمر  ، عن قتادة  ، قوله : ( نكروا لها عرشها   ) قال : غيروا . 
حدثني محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : فلما أتته ( قال نكروا لها عرشها   ) قال : وتنكير العرش ، أنه زيد فيه ونقص . 
حدثني محمد بن عمرو  ، قال : ثنا أبو عاصم  ، قال : ثنا عيسى   ; وحدثني الحارث  ، قال : ثنا الحسن  ، قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، قوله : ( نكروا لها عرشها   ) قال : غيروه . 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  ، نحوه . 
حدثني يونس  ، قال : أخبرنا ابن وهب  ، قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( نكروا لها عرشها   ) قال : مجلسها الذي تجلس فيه . 
حدثت عن الحسين  ، قال : سمعت أبا معاذ  يقول ، أخبرنا عبيد  ، قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : ( نكروا لها عرشها   ) أمرهم أن يزيدوا فيه ، وينقصوا منه .  [ ص: 470 ] 
وقوله : ( ننظر أتهتدي   ) يقول : ننظر أتعقل فتثبت عرشها أنه هو الذي لها ( أم تكون من الذين لا يهتدون   ) يقول : من الذين لا يعقلون فلا تثبت عرشها . 
وقيل : إن سليمان  إنما نكر لها عرشها ، وأمر بالصرح يعمل لها ، من أجل أن الشياطين كانوا أخبروه أنه لا عقل لها ، وأن رجلها كحافر حمار ، فأراد أن يعرف صحة ما قيل له من ذلك . 
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون   ) قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن سعد  ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : ( ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون   ) قال : زيد في عرشها ونقص منه ; لينظر إلى عقلها ، فوجدت ثابتة العقل  . 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد   : ( ننظر أتهتدي   ) أتعرفه ؟ . 
حدثني محمد بن عمرو  ، قال : ثنا أبو عاصم  ، قال : ثنا عيسى ،  وحدثني الحارث  ، قال : ثنا الحسن  ، قال : ثني ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، قوله : ( ننظر أتهتدي   ) قال : تعرفه . 
حدثنا ابن حميد  ، قال : ثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  ، عن بعض أهل العلم ، عن  وهب بن منبه   : ( أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون   ) أي أتعقل ، أم تكون من الذين لا يعقلون ؟ ففعل ذلك لينظر أتعرفه ، أم لا تعرفه ؟ 
				
						
						
