القول في تأويل قوله تعالى : ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون    ( 52 ) وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون   ( 53 ) ) 
يعني تعالى ذكره بقوله : ( فتلك بيوتهم خاوية   ) فتلك مساكنهم خاوية خالية منهم ، ليس فيها منهم أحد ، قد أهلكهم الله فأبادهم ( بما ظلموا ) يقول تعالى ذكره : بظلمهم أنفسهم بشركهم بالله ، وتكذيبهم رسولهم ( إن في ذلك لآية لقوم يعلمون   ) يقول تعالى ذكره : إن في فعلنا بثمود  ما قصصنا عليك يا محمد  من القصة ، لعظة لمن يعلم فعلنا بهم ما فعلنا ، من قومك الذين يكذبونك فيما جئتهم به من عند ربك وعبرة .  [ ص: 481 ]  ( وأنجينا الذين آمنوا   ) يقول : وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الذي أحللناه بثمود  رسولنا صالحا  والمؤمنين به . ( وكانوا يتقون   ) يقول : وكانوا يتقون بإيمانهم ، وبتصديقهم صالحا  الذي حل بقومهم من ثمود  ما حل بهم من عذاب الله ، فكذلك ننجيك يا محمد  وأتباعك ، عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي قومك من بين أظهرهم . 
وذكر أن صالحا  لما أحل الله بقومه ما أحل ، خرج هو والمؤمنون به إلى الشام  ، فنزل رملة فلسطين   . 
				
						
						
