القول في تأويل قوله تعالى : ( وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين ( 77 ) إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم ( 78 ) )
يقول تعالى ذكره : إن هذا القرآن لهدى ، يقول : لبيان من الله ، بين به الحق فيما اختلف فيه خلقه من أمور دينهم ( ورحمة للمؤمنين ) يقول : ورحمة لمن صدق به وعمل بما فيه ، ( إن ربك يقضي بينهم ) يقول : إن ربك يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بحكمه فيهم ، فينتقم من المبطل منهم ، ويجازي المحسن منهم المحق بجزائه ، ( وهو العزيز العليم ) يقول : وربك العزيز في انتقامه من المبطل منهم ومن غيرهم ، لا يقدر أحد على منعه من الانتقام منه إذا انتقم ، العليم بالمحق المحسن من هؤلاء المختلفين من بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه ، ومن غيرهم من المبطل الضال عن الهدى .