nindex.php?page=treesubj&link=29001_30539القول في تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ثم كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الذين أثاروا الأرض
[ ص: 79 ] وعمروها ، وجاءتهم رسلهم بالبينات بالله ، وكذبوا رسلهم ، فأساءوا بذلك من فعلهم .
( السوأى ) : يعني الخلة التي هي أسوأ من فعلهم ؛ أما في الدنيا ، فالبوار والهلاك ، وأما في الآخرة فالنار لا يخرجون منها ، ولا هم يستعتبون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ) : الذين أشركوا السوأى : أي النار .
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ) يقول : الذين كفروا جزاؤهم العذاب .
وكان بعض أهل العربية يقول : السوأى في هذا الموضع : مصدر ، مثل البقوى ، وخالفه في ذلك غيره فقال : هي اسم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10أن كذبوا بآيات الله ) يقول : كانت لهم السوأى ، لأنهم كذبوا في الدنيا بآيات الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10وكانوا بها يستهزءون ) . يقول : وكانوا بحجج الله وهم أنبياؤه ورسله يسخرون .
nindex.php?page=treesubj&link=29001_30539الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ( 10 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : ثُمَّ كَانَ آخِرَ أَمْرِ مَنْ كَفَرَ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَثَارُوا الْأَرْضَ
[ ص: 79 ] وَعَمَرُوهَا ، وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ بِاللَّهِ ، وَكَذَّبُوا رُسُلَهُمْ ، فَأَسَاءُوا بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ .
( السُّوأَى ) : يَعْنِي الْخُلَّةَ الَّتِي هِيَ أَسْوَأُ مِنْ فِعْلِهِمْ ؛ أَمَّا فِي الدُّنْيَا ، فَالْبَوَارُ وَالْهَلَاكُ ، وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَالنَّارُ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا ، وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ) : الَّذِينَ أَشْرَكُوا السُّوأَى : أَيِ النَّارُ .
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ) يَقُولُ : الَّذِينَ كَفَرُوا جَزَاؤُهُمُ الْعَذَابُ .
وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ : السُّوأَى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : مَصْدَرٌ ، مِثْلَ الْبُقْوَى ، وَخَالَفَهُ فِي ذَلِكَ غَيْرُهُ فَقَالَ : هِيَ اسْمٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ) يَقُولُ : كَانَتْ لَهُمُ السُّوأَى ، لِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا فِي الدُّنْيَا بِآيَاتِ اللَّهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ ) . يَقُولُ : وَكَانُوا بِحُجَجِ اللَّهِ وَهُمْ أَنْبِيَاؤُهُ وَرُسُلُهُ يَسْخَرُونَ .