القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29001_29485_31808ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( 21 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن حججه وأدلته على ذلك أيضا خلقه لأبيكم
آدم من نفسه زوجة ليسكن إليها ، وذلك أنه خلق
حواء من ضلع من أضلاع
آدم .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) خلقها لكم من ضلع من أضلاعه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21وجعل بينكم مودة ورحمة ) يقول : جعل بينكم بالمصاهرة والختونة مودة تتوادون بها ، وتتواصلون من أجلها ، ( ورحمة ) رحمكم بها ، فعطف بعضكم بذلك على بعض (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) يقول - تعالى ذكره - : إن في فعله
[ ص: 87 ] ذلك لعبرا وعظات لقوم يتذكرون في حجج الله وأدلته ، فيعلمون أنه الإله الذي لا يعجزه شيء أراده ، ولا يتعذر عليه فعل شيء شاءه .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29001_29485_31808وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 21 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَمِنْ حُجَجِهِ وَأَدِلَّتِهِ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا خَلْقُهُ لِأَبِيكُمْ
آدَمَ مِنْ نَفْسِهِ زَوْجَةً لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ خَلَقَ
حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلَاعِ
آدَمَ .
كَمَا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) خَلَقَهَا لَكُمْ مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلَاعِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) يَقُولُ : جَعَلَ بَيْنَكُمْ بِالْمُصَاهَرَةِ وَالْخُتُونَةِ مَوَدَّةً تَتَوَادُّونَ بِهَا ، وَتَتَوَاصَلُونَ مِنْ أَجْلِهَا ، ( وَرَحْمَةً ) رَحِمَكُمْ بِهَا ، فَعَطَفَ بَعْضُكُمْ بِذَلِكَ عَلَى بَعْضٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : إِنَّ فِي فِعْلِهِ
[ ص: 87 ] ذَلِكَ لَعِبَرًا وَعِظَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَذَكَّرُونَ فِي حُجَجِ اللَّهِ وَأَدِلَّتِهِ ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْإِلَهُ الَّذِي لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ أَرَادَهُ ، وَلَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ فَعْلُ شَيْءٍ شَاءَهُ .