القول في تأويل قوله تعالى : ( فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم ( 29 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ما ذلك كذلك ، ولا أشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله [ ص: 97 ] الآلهة والأوثان ؛ لأن لهم شركاء فيما رزقهم الله من ملك أيمانهم ، فهم وعبيدهم فيه سواء ، يخافون أن يقاسموهم ما هم شركاؤهم فيه ، فرضوا لله من أجل ذلك بما رضوا به لأنفسهم ، فأشركوهم في عبادته ، ولكن الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بالله ، اتبعوا أهواءهم ، جهلا منهم لحق الله عليهم ، فأشركوا الآلهة والأوثان في عبادته ، ( فمن يهدي من أضل الله ) يقول : فمن يسدد للصواب من الطرق ، يعني بذلك من يوفق للإسلام من أضل الله عن الاستقامة والرشاد ( وما لهم من ناصرين ) يقول : وما لمن أضل الله من ناصرين ينصرونه ، فينقذونه من الضلال الذي يبتليه به - تعالى ذكره - .