[ ص: 122 ]  [ ص: 123 ]  [ ص: 124 ]  [ ص: 125 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى : ( الم   ( 1 ) تلك آيات الكتاب الحكيم   ( 2 ) هدى ورحمة للمحسنين   ( 3 ) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون   ( 4 ) ) 
وقد تقدم بياننا تأويل قول الله - تعالى ذكره - ( الم   ) . وقوله : ( تلك آيات الكتاب الحكيم   )  يقول - جل ثناؤه - : هذه آيات الكتاب الحكيم بيانا وتفصيلا . وقوله : ( هدى ورحمة   ) يقول : هذه آيات الكتاب بيانا ورحمة من الله ، رحم به من اتبعه ، وعمل به من خلقه . وبنصب الهدى والرحمة على القطع من آيات الكتاب قرأت قراء الأمصار غير حمزة  فإنه قرأ ذلك رفعا على وجه الاستئناف ، إذ كان منقطعا عن الآية التي قبلها بأنه ابتداء آية وأنه مدح ، والعرب تفعل ذلك مما كان من نعوت المعارف وقع موقع الحال إذا كان فيه معنى مدح أو ذم . وكلتا القراءتين صواب عندي ، وإن كنت إلى النصب أميل ؛ لكثرة القراء به . 
وقوله : ( للمحسنين ) وهم الذين أحسنوا في العمل بما أنزل الله في هذا القرآن . يقول - تعالى ذكره - : هذا الكتاب الحكيم هدى ورحمة للذين أحسنوا ، فعملوا بما فيه من أمر الله ونهيه ( الذين يقيمون الصلاة   ) يقول : الذين يقيمون الصلاة المفروضة بحدودها ( ويؤتون الزكاة   ) من جعلها الله له المفروضة في أموالهم ( وهم بالآخرة هم يوقنون   ) يقول : يفعلون ذلك وهم بجزاء الله وثوابه لمن فعل ذلك في الآخرة يوقنون . 
				
						
						
