القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29002_29509ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ( 22 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن يعبد وجهه متذللا بالعبودة ، مقرا له بالألوهة ( وهو محسن ) يقول : وهو مطيع لله في أمره ونهيه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22فقد استمسك بالعروة الوثقى ) يقول :
[ ص: 150 ] فقد تمسك بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه من تمسك به ، وهذا مثل ، وإنما يعني بذلك : أنه قد تمسك من رضا الله بإسلامه وجهه إليه وهو محسن ، ما لا يخاف معه عذاب الله يوم القيامة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
أبي السوداء ، عن
جعفر بن أبي المغيرة ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) قال : لا إله إلا الله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وإلى الله عاقبة الأمور ) يقول : وإلى الله مرجع عاقبة كل أمر خيره وشره ، وهو المسائل أهله عنه ، ومجازيهم عليه .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29002_29509وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ( 22 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَمَنْ يُعَبِّدْ وَجْهَهُ مُتَذَلِّلًا بِالْعُبُودَةِ ، مُقِرًّا لَهُ بِالْأُلُوهَةِ ( وَهُوَ مُحْسِنٌ ) يَقُولُ : وَهُوَ مُطِيعٌ لِلَّهِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) يَقُولُ :
[ ص: 150 ] فَقَدْ تَمَسَّكَ بِالطَّرَفِ الْأَوْثَقِ الَّذِي لَا يَخَافُ انْقِطَاعَهُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَهَذَا مَثَلٌ ، وَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ : أَنَّهُ قَدْ تَمَسَّكَ مِنْ رِضَا اللَّهِ بِإِسْلَامِهِ وَجْهَهُ إِلَيْهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ، مَا لَا يَخَافُ مَعَهُ عَذَابَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : ثَنَا أَبِي ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِي السَّوْدَاءِ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) يَقُولُ : وَإِلَى اللَّهِ مَرْجِعُ عَاقِبَةِ كُلِّ أَمْرٍ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَهُوَ الْمُسَائِلُ أَهْلَهُ عَنْهُ ، وَمُجَازِيهِمْ عَلَيْهِ .