القول في تأويل قوله تعالى : ( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ومن كفر فلا يحزنك كفره ( 23 ) نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ( 24 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ومن كفر بالله فلا يحزنك كفره ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرة ، فإن مرجعهم ومصيرهم يوم القيامة إلينا ، ونحن نخبرهم بأعمالهم الخبيثة التي عملوها في الدنيا ، ثم نجازيهم عليها جزاءهم ( إن الله عليم بذات الصدور ) يقول : إن الله ذو علم بما تكنه صدورهم من الكفر بالله ، وإيثار طاعة الشيطان . وقوله : ( نمتعهم قليلا ) يقول : نمهلهم في هذه الدنيا مهلا قليلا يتمتعون فيها ( ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) يقول : ثم نوردهم على كره منهم عذابا غليظا ، وذلك عذاب النار ، نعوذ بالله منها ، ومن عمل يقرب منها .