nindex.php?page=treesubj&link=29004_31072القول في تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ( 29 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - ( قل ) يا
محمد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ) يقول : فإني أمتعكن ما أوجب الله على الرجال للنساء من المتعة عند فراقهم إياهن بالطلاق بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=236ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28وأسرحكن سراحا جميلا ) يقول : وأطلقكن على ما أذن الله به ، وأدب به عباده بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29وإن كنتن تردن الله ورسوله ) يقول : وإن كنتن تردن رضا الله ورضا رسوله وطاعتهما فأطعنهما . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29فإن الله أعد للمحسنات منكن ) وهن العاملات منهن بأمر الله وأمر رسوله ( أجرا عظيما ) .
وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل أن
عائشة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا من عرض الدنيا ، إما زيادة في النفقة ، أو غير ذلك ، فاعتزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرا ، فيما ذكر ، ثم أمره الله أن يخيرهن بين الصبر عليه ، والرضا بما قسم لهن ، والعمل بطاعة الله ، وبين أن يمتعهن ويفارقهن إن لم يرضين بالذي يقسم لهن . وقيل : كان سبب ذلك غيرة كانت
عائشة غارتها .
ذكر الرواية بقول من قال : كان ذلك من أجل شيء من النفقة وغيرها .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أيوب ، عن أبي الزبير ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يخرج صلوات ، فقالوا : ما شأنه ؟ فقال عمر : إن شئتم لأعلمن لكم شأنه ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل يتكلم ويرفع صوته ، حتى أذن [ ص: 252 ] له ، قال : فجعلت أقول في نفسي أي شيء أكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعله يضحك ، أو كلمة نحوها ، فقلت : يا رسول الله ، لو رأيت فلانة وسألتني النفقة فصككتها صكة ، فقال : ذلك حبسني عنكم . قال : فأتى حفصة ، فقال : لا تسألي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، ما كانت لك من حاجة فإلي ، ثم تتبع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل يكلمهن ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : أيغرك أنك امرأة حسناء ، وأن زوجك يحبك ؟ لتنتهين ، أو لينزلن فيك القرآن ، قال : فقالت أم سلمة : يا ابن الخطاب ، أو ما بقي لك إلا أن تدخل بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين نسائه ، ولن تسأل المرأة إلا لزوجها ؟ قال : ونزل القرآن ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ) إلى قوله ( أجرا عظيما ) قال : فبدأ بعائشة فخيرها ، وقرأ عليها القرآن ، فقالت : هل بدأت بأحد من نسائك قبلي ؟ قال : " لا " . قالت : فإني أختار الله ورسوله ، والدار الآخرة ، ولا تخبرهن بذلك . قال : ثم تتبعهن . فجعل يخيرهن ويقرأ عليهن القرآن ، ويخبرهن بما صنعت عائشة ، فتتابعن على ذلك .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ) إلى قوله ( أجرا عظيما ) قال : قال
الحسن وقتادة : خيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والنار ، في شيء كن أردنه من الدنيا ، وقال
عكرمة : في غيرة كانت غارتها
عائشة ، وكان تحته يومئذ تسع نسوة ، خمس من
قريش :
عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وكانت تحته
صفية ابنة حيي الخيبرية ، nindex.php?page=showalam&ids=156وميمونة بنت الحارث الهلالية ، nindex.php?page=showalam&ids=15953وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق ، وبدأ
بعائشة ، فلما اختارت الله ورسوله والدار الآخرة ، رئي الفرح في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتتابعن كلهن على ذلك ، واخترن الله ورسوله والدار الآخرة .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الأعلى قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، وهو قول
قتادة ، في قول الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ) إلى قوله ( عظيما ) قالا أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة ، والجنة والنار . قال
قتادة : وهي غيرة من
عائشة في شيء أرادته من الدنيا ، وكان تحته تسع نسوة :
عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، nindex.php?page=showalam&ids=15953وزينب بنت جحش ، [ ص: 253 ] nindex.php?page=showalam&ids=156وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق ، nindex.php?page=showalam&ids=199وصفية بنت حيي بن أخطب ، فبدأ
بعائشة ، وكانت أحبهن إليه ، فلما اختارت الله ورسوله والدار الآخرة ، رئي الفرح في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتتابعن على ذلك .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الأعلى قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، وهو قول
قتادة قال : لما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن ) فقصره الله عليهن ، وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله .
ذكر من قال : ذلك من أجل الغيرة :
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ) الآية ، قال : كان أزواجه قد تغايرن على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهجرهن شهرا ، نزل التخيير من الله له فيهن (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ) فقرأ حتى بلغ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) فخيرهن بين أن يخترن أن يخلي سبيلهن ويسرحهن ، وبين أن يقمن إن أردن الله ورسوله على أنهن أمهات المؤمنين ، لا ينكحن أبدا ، وعلى أنه يؤوي إليه من يشاء منهن ، لمن وهبت نفسها له ؛ حتى يكون هو يرفع رأسه إليها ، ويرجي من يشاء حتى يكون هو يرفع رأسه إليها ومن ابتغى ممن هي عنده وعزل ، فلا جناح عليه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين ) إذا علمن أنه من قضائي عليهن ، إيثار بعضهن على بعض ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51أدنى أن يرضين ) قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ومن ابتغيت ممن عزلت ) من ابتغى أصابه ، ومن عزل لم يصبه ، فخيرهن ، بين أن يرضين بهذا ، أو يفارقهن ، فاخترن الله ورسوله ، إلا امرأة واحدة بدوية ذهبت ، وكان على ذلك وقد شرط له هذا الشرط ، ما زال يعدل بينهن حتى لقي الله .
حدثنا
أحمد بن عبدة الضبي قال : ثنا
أبو عوانة ، عن
عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، قال : قالت
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811724لما نزل الخيار ، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إني أريد أن أذكر لك أمرا فلا تقضي فيه شيئا حتى تستأمري أبويك " . قالت : قلت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : فرده عليها . فقالت : ما هو يا رسول الله ؟ قال : فقرأ عليهن ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ) إلى آخر الآية ، قالت : قلت : بل نختار الله ورسوله ، قالت : ففرح بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 254 ]
حدثنا
ابن وكيع قال : ثنا
محمد بن بشر ، عن
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
عائشة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810905لما نزلت آية التخيير ، بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعائشة ، فقال : " يا عائشة ، إني عارض عليك أمرا ، فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان " فقالت : يا رسول الله وما هو ؟ قال : " قال الله ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ) إلى ( عظيما ) فقلت : إني أريد الله ورسوله ، والدار الآخرة ، ولا أؤامر في ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم استقرأ الحجر فقال : " إن عائشة قالت كذا " ، فقلن : ونحن نقول مثل ما قالت عائشة .
حدثنا
سعيد بن يحيى الأموي قال : ثنا أبي ، عن
ابن إسحاق ، عن
عبد الله بن أبي بكر ، عن
عمرة ، عن
عائشة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811725أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لما نزل إلى نسائه أمر أن يخيرهن ، فدخل علي فقال : " سأذكر لك أمرا ولا تعجلي حتى تستشيري أباك " . فقلت : وما هو يا نبي الله ؟ قال : " إني أمرت أن أخيركن " . وتلا عليها آية التخيير ، إلى آخر الآيتين ، قالت : قلت : وما الذي تقول ؟ " لا تعجلي حتى تستشيري أباك ؟ " ، فإني أختار الله ورسوله ، فسر بذلك ، وعرض على نسائه ، فتتابعن كلهن ، فاخترن الله ورسوله .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : أخبرني
موسى بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس بن يزيد ، عن
ابن شهاب قال : أخبرني
أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن
عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810906لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتخيير أزواجه بدأني ، فقال : " إني ذاكر لك أمرا ، فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك " قالت : قد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه . قالت : ثم تلا هذه الآية ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ) قالت : فقلت : ففي أي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله ، والدار الآخرة . قالت عائشة : ثم فعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما فعلت ، فلم يكن ذلك حين قاله لهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترنه طلاقا ؛ من أجل أنهن اخترنه .
nindex.php?page=treesubj&link=29004_31072الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ( 29 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( قُلْ ) يَا
مُحَمَّدُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ ) يَقُولُ : فَإِنِّي أُمَتِّعُكُنَّ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى الرِّجَالِ لِلنِّسَاءِ مِنَ الْمُتْعَةِ عِنْدَ فِرَاقِهِمْ إِيَّاهُنَّ بِالطَّلَاقِ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=236وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ) وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) يَقُولُ : وَأُطَلِّقُكُنَّ عَلَى مَا أَذِنَ اللَّهُ بِهِ ، وَأَدَّبَ بِهِ عِبَادَهُ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) يَقُولُ : وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ رِضَا اللَّهِ وَرِضَا رَسُولِهِ وَطَاعَتَهُمَا فَأَطِعْنَهُمَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=29فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ ) وَهُنَّ الْعَامِلَاتُ مِنْهُنَّ بِأَمْرِ اللَّهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ ( أَجْرًا عَظِيمًا ) .
وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَجْلِ أَنَّ
عَائِشَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا ، إِمَّا زِيَادَةً فِي النَّفَقَةِ ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَاعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَهُ شَهْرًا ، فِيمَا ذُكِرَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ ، وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَ لَهُنَّ ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَبَيْنَ أَنْ يُمَتِّعَهُنَّ وَيُفَارِقَهُنَّ إِنْ لَمْ يَرْضَيْنَ بِالَّذِي يَقْسِمُ لَهُنَّ . وَقِيلَ : كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ غَيْرَةً كَانَتْ
عَائِشَةُ غَارَتْهَا .
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِقَوْلِ مَنْ قَالَ : كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ شَيْءٍ مِنَ النَّفَقَةِ وَغَيْرِهَا .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَخْرُجْ صَلَوَاتٍ ، فَقَالُوا : مَا شَأْنُهُ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : إِنْ شِئْتُمْ لِأَعْلَمَنَّ لَكُمْ شَأْنَهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ ، حَتَّى أَذِنَ [ ص: 252 ] لَهُ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي أَيُّ شَيْءٍ أُكَلِّمُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَلَّهُ يَضْحَكُ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ رَأَيْتَ فُلَانَةَ وَسَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً ، فَقَالَ : ذَلِكَ حَبَسَنِي عَنْكُمْ . قَالَ : فَأَتَى حَفْصَةَ ، فَقَالَ : لَا تَسْأَلِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا ، مَا كَانَتْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ فَإِلَيَّ ، ثُمَّ تَتَبَّعَ نِسَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُنَّ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ : أَيَغُرُّكِ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ ، وَأَنَّ زَوْجَكِ يُحِبُّكِ ؟ لِتَنْتَهِيِنَّ ، أَوْ لَيَنْزِلَنَّ فِيكِ الْقُرْآنُ ، قَالَ : فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَوَ مَا بَقِيَ لَكَ إِلَّا أَنَّ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ نِسَائِهِ ، وَلَنْ تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ إِلَّا لِزَوْجِهَا ؟ قَالَ : وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) إِلَى قَوْلِهِ ( أَجْرًا عَظِيمًا ) قَالَ : فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ فَخَيَّرَهَا ، وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ ، فَقَالَتْ : هَلْ بَدَأْتَ بِأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ قَبْلِي ؟ قَالَ : " لَا " . قَالَتْ : فَإِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، وَلَا تُخْبِرْهُنَّ بِذَلِكَ . قَالَ : ثُمَّ تَتْبَّعَهُنَّ . فَجَعَلَ يُخَيِّرُهُنَّ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِنَّ الْقُرْآنَ ، وَيُخْبِرُهُنَّ بِمَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ ، فَتَتَابَعْنَ عَلَى ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) إِلَى قَوْلِهِ ( أَجْرًا عَظِيمًا ) قَالَ : قَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : خَيَّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فِي شَيْءٍ كُنَّ أَرَدْنَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : فِي غَيْرَةٍ كَانَتْ غَارَتْهَا
عَائِشَةُ ، وَكَانَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ ، خَمْسٌ مِنْ
قُرَيْشٍ :
عَائِشَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=41وَحَفْصَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ ، nindex.php?page=showalam&ids=93وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ
صَفِيَّةُ ابْنَةُ حُيَيٍّ الْخَيْبَرِيَّةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=156وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15953وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ الْأَسْدِيَةُ ، وَجُوَيْرِيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مَنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، وَبَدَأَ
بِعَائِشَةَ ، فَلَمَّا اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، رُئِيَ الْفَرَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَتَتَابَعْنَ كُلُّهُنَّ عَلَى ذَلِكَ ، وَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، وَهُوَ قَوْلُ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) إِلَى قَوْلِهِ ( عَظِيمًا ) قَالَا أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ . قَالَ
قَتَادَةُ : وَهِيَ غَيْرَةٌ مِنْ
عَائِشَةَ فِي شَيْءٍ أَرَادَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَكَانَ تَحْتَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ :
عَائِشَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=41وَحَفْصَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ ، nindex.php?page=showalam&ids=93وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15953وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ، [ ص: 253 ] nindex.php?page=showalam&ids=156وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ ، وَجُوَيْرِيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، nindex.php?page=showalam&ids=199وَصْفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، فَبَدَأَ
بِعَائِشَةَ ، وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، رُئِيَ الْفَرَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَتَتَابَعْنَ عَلَى ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، وَهُوَ قَوْلُ
قَتَادَةَ قَالَ : لَمَّا اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ شَكَرَهُنَّ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) فَقَصَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ ، وَهُنَّ التِّسْعُ اللَّاتِي اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ : ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ الْغَيْرَةِ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ) الْآيَةَ ، قَالَ : كَانَ أَزْوَاجُهُ قَدْ تَغَايَرْنَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَهَجَرَهُنَّ شَهْرًا ، نَزَلَ التَّخْيِيرُ مِنَ اللَّهِ لَهُ فِيهِنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) فَخَيَّرَهُنَّ بَيْنَ أَنْ يَخْتَرْنَ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَهُنَّ وَيُسَرِّحَهُنَّ ، وَبَيْنَ أَنْ يُقِمْنَ إِنْ أَرَدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ عَلَى أَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا يُنْكَحْنَ أَبَدًا ، وَعَلَى أَنَّهُ يُؤْوِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ ، لِمَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَهُ ؛ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، وَيُرْجِي مَنْ يَشَاءُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهَا وَمَنِ ابْتَغَى مِمَّنْ هِيَ عِنْدَهُ وَعَزَلَ ، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ ) إِذَا عَلِمْنَ أَنَّهُ مِنْ قَضَائِي عَلَيْهِنَّ ، إِيثَارُ بِعَضِّهِنَّ عَلَى بَعْضٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51أَدْنَى أَنْ يَرْضَيْنَ ) قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=51وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ ) مَنِ ابْتَغَى أَصَابَهُ ، وَمَنْ عَزَلَ لَمْ يُصِبْهُ ، فَخَيَّرَهُنَّ ، بَيْنَ أَنْ يَرْضَيْنَ بِهَذَا ، أَوْ يُفَارِقَهُنَّ ، فَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً بَدَوِيَّةً ذَهَبَتْ ، وَكَانَ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ شُرِطَ لَهُ هَذَا الشَّرْطَ ، مَا زَالَ يَعْدِلُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ .
حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَتْ
عَائِشَةُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811724لَمَّا نَزَلَ الْخِيَارُ ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَ لَكِ أَمْرًا فَلَا تَقْضِي فِيهِ شَيْئًا حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ " . قَالَتْ : قُلْتُ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَرَدَّهُ عَلَيْهَا . فَقَالَتْ : مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَقَرَأَ عَلَيْهِنَّ ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، قَالَتْ : قُلْتُ : بَلْ نَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَتْ : فَفَرِحَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . [ ص: 254 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810905لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ ، بَدَأَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَائِشَةَ ، فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ ، إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا ، فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْكِ أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُومَانَ " فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : " قَالَ اللَّهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ) إِلَى ( عَظِيمًا ) فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، وَلَا أُؤَامِرُ فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَأُمَّ رُومَانَ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ اسْتَقْرَأَ الْحُجَرَ فَقَالَ : " إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ كَذَا " ، فَقُلْنَ : وَنَحْنُ نَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ .
حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ قَالَ : ثَنَا أَبِي ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ
عَمْرَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811725أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، لَمَّا نَزَلَ إِلَى نِسَائِهِ أُمِرَ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : " سَأَذْكُرُ لَكِ أَمْرًا وَلَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَاكِ " . فَقُلْتُ : وَمَا هُوَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُخَيِّرَكُنَّ " . وَتَلَا عَلَيْهَا آيَةَ التَّخْيِيرِ ، إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ ، قَالَتْ : قُلْتُ : وَمَا الَّذِي تَقُولُ ؟ " لَا تُعَجِّلِي حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَاكِ ؟ " ، فَإِنِّي أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَسُرَّ بِذَلِكَ ، وَعَرَضَ عَلَى نِسَائِهِ ، فَتَتَابَعْنَ كُلُّهُنَّ ، فَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ ، nindex.php?page=showalam&ids=17423وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ
عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810906لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَنِي ، فَقَالَ : " إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا ، فَلَا عَلَيْكِ أَلَّا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ " قَالَتْ : قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ . قَالَتْ : ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ) قَالَتْ : فَقُلْتُ : فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَالدَّارَ الْآخِرَةَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَ مَا فَعَلْتُ ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حِينَ قَالَهُ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاخْتَرْنَهُ طَلَاقًا ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُنَّ اخْتَرْنَهُ .