[ ص: 320 ] القول في تأويل قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ( 56 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إن الله وملائكته يبركون على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - .
كما حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ) يقول : يباركون على النبي . وقد يحتمل أن يقال : إن معنى ذلك : أن الله يرحم النبي ، وتدعو له ملائكته ويستغفرون ، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاء . وقد بينا ذلك فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته .
( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ) يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ( وسلموا تسليما ) يقول : وحيوه تحية الإسلام .
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد قال : ثنا هارون ، عن عنبسة ، عن عن عثمان بن موهب ، عن أبيه قال : موسى بن طلحة ، إن الله وملائكته يصلون على النبي ) الآية ، فكيف الصلاة عليك؟ فقال : " قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد " . أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : سمعت الله يقول (
حدثني جعفر بن محمد الكوفي قال : ثنا يعلى بن الأجلح ، عن [ ص: 321 ] عن الحكم بن عتيبة ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن قال : كعب بن عجرة إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) قمت إليه ، فقلت : السلام عليك قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال : " قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . لما نزلت (
حدثنا أبو كريب قال : ثنا مالك بن إسماعيل قال : ثنا أبو إسرائيل ، عن قال : خطبنا يونس بن خباب بفارس فقال : ( إن الله وملائكته . . . ) الآية ، فقال : أنبأني من سمع ابن عباس يقول : هكذا أنزل ، فقلنا : أو محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد " . قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ فقال : " اللهم صل على
حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد ، عن إبراهيم في قوله : محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد " . ( إن الله وملائكته . . . ) الآية ، قالوا : يا رسول الله ، هذا السلام قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا " اللهم صل على
حدثني قال : ثنا يعقوب الدورقي قال : ثنا ابن علية أيوب ، عن عن محمد بن سيرين ، عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري قال : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) قالوا : يا رسول الله ، هذا السلام قد عرفناه ، فكيف الصلاة وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد كما صليت على آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم " . لما نزلت (
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) [ ص: 322 ] قال : محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم " . وقال لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على الحسن : آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على