القول في تأويل قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا    ( 70 ) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما   ( 71 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اتقوا الله أن تعصوه ، فتستحقوا بذلك عقوبته . 
وقوله ( وقولوا قولا سديدا   ) يقول : قولوا في رسول الله والمؤمنين قولا قاصدا غير جائر ، حقا غير باطل . 
كما حدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،   ( وقولوا قولا سديدا ) يقول : سدادا . 
حدثنا ابن حميد  قال : ثنا عنبسة ،  عن الكلبي ،   ( وقولوا قولا سديدا   ) قال :  [ ص: 336 ] صدقا . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قوله ( اتقوا الله وقولوا قولا سديدا   ) أي : عدلا ، قال قتادة   : يعني به في منطقه ، وفي عمله كله ، والسديد الصدق . 
حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم  قال : ثنا حفص بن عمر ،  عن الحكم بن أبان ،  عن عكرمة  في قول الله ( وقولوا قولا سديدا   ) قولوا : لا إله إلا الله . 
وقوله ( يصلح لكم أعمالكم   ) يقول - تعالى ذكره - للمؤمنين : اتقوا الله وقولوا السداد من القول يوفقكم لصالح الأعمال ، فيصلح أعمالكم ( ويغفر لكم ذنوبكم   ) يقول : ويعف لكم عن ذنوبكم ، فلا يعاقبكم عليها ( ومن يطع الله ورسوله ) فيعمل بما أمره به وينته عما نهاه ويقل السديد ( فقد فاز فوزا عظيما   ) يقول : فقد ظفر بالكرامة العظمى من الله . 
				
						
						
