[ ص: 413 ] القول في تأويل قوله تعالى ( والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون ( 38 ) قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ( 39 ) )
يقول - تعالى ذكره - : والذين يعملون في آياتنا ، يعني : في حججنا وآي كتابنا ، يبتغون إبطاله ويريدون إطفاء نوره معاونين ، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم ويعجزوننا ( أولئك في العذاب محضرون ) يعني : في عذاب جهنم محضرون يوم القيامة ( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ) يقول - تعالى ذكره - : قل يا محمد إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من خلقه فيوسعه عليه تكرمة له وغير تكرمة ، ويقدر على من يشاء منهم فيضيقه ويقتره إهانة له وغير إهانة ، بل محنة واختبارا ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) يقول : وما أنفقتم أيها الناس من نفقة في طاعة الله ، فإن الله يخلفها عليكم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا يحيى قال : ثنا سفيان ، عن عن المنهال بن عمرو ، سعيد بن جبير ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) قال : ما كان في غير إسراف ولا تقتير .
وقوله ( وهو خير الرازقين ) يقول : وهو خير من قيل إنه يرزق ووصف به ، وذلك أنه قد يوصف بذلك من دونه فيقال : فلان يرزق أهله وعياله .