يقول - تعالى ذكره - مخبرا عن قيل الذين أدخلوا الجنة ( إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة ) أي : ربنا الذي أنزلنا هذه الدار يعنون الجنة ، فدار المقامة : دار الإقامة التي لا نقلة معها عنها ولا تحول ، والميم إذا ضمت من " المقامة " فهو من الإقامة ، فإذا فتحت فهي من المجلس ، والمكان الذي يقام فيه ، قال الشاعر :
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل [ ص: 475 ] .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( الذي أحلنا دار المقامة من فضله ) أقاموا فلا يتحولون .
وقوله ( لا يمسنا فيها نصب ) يقول : لا يصيبنا فيها تعب ولا وجع ( ولا يمسنا فيها لغوب ) يعني باللغوب : العناء والإعياء .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبيد قال : ثنا موسى بن عمير ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله ( لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) قال : اللغوب : العناء
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( لا يمسنا فيها نصب ) أي : وجع .