القول في تأويل قوله تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ( 45 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( ولو يؤاخذ الله الناس ) يقول [ ص: 486 ] ولو يعاقب الله الناس ويكافئهم بما عملوا من الذنوب والمعاصي واجترحوا من الآثام ما ترك على ظهرها من دابة تدب عليها ( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) يقول : ولكن يؤخر عقابهم ومؤاخذتهم بما كسبوا إلى أجل معلوم عنده ، محدود لا يقصرون دونه ، ولا يجاوزونه إذا بلغوه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) إلا ما حمل نوح في السفينة .
وقوله ( فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) يقول - تعالى ذكره - : فإذا جاء أجل عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا من الذي يستحق أن يعاقب منهم ، ومن الذي يستوجب الكرامة ومن الذي كان منهم في الدنيا له مطيعا ، ومن كان فيها به مشركا ، لا يخفى عليه أحد منهم ، ولا يعزب عنه علم شيء من أمرهم .
آخر تفسير سورة فاطر