القول في تأويل قوله تعالى ( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون    ( 132 ) ) 
قال أبو جعفر   : إن قال لنا قائل : أوإلى بني آدم  الموت والحياة ، فينهى أحدهم أن يموت إلا على حالة دون حالة ؟ 
قيل له : إن معنى ذلك على غير الوجه الذي ظننت . وإنما معنى "فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" ، أي : فلا تفارقوا هذا الدين - وهو الإسلام - أيام حياتكم . وذلك أن أحدا لا يدري متى تأتيه منيته ، فلذلك قالا لهم : "فلا تموتن إلا وأنتم  [ ص: 97 ] مسلمون" ، لأنكم لا تدرون متى تأتيكم مناياكم من ليل أو نهار ، فلا تفارقوا الإسلام ، فتأتيكم مناياكم وأنتم على غير الدين الذي اصطفاه لكم ربكم فتموتوا وربكم ساخط عليكم ، فتهلكوا . 
				
						
						
