الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ( 3 ) لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ( 4 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ( إن الله لا يهدي ) إلى الحق ودينه الإسلام ، والإقرار بوحدانيته ، فيوفقه له ( من هو كاذب ) مفتر على الله ، يتقول عليه الباطل ، ويضيف إليه ما ليس من صفته ، ويزعم أن له ولدا افتراء عليه - كفار لنعمه ، جحودا لربوبيته .

وقوله : ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) يقول - تعالى ذكره - : لو شاء الله اتخاذ ولد ، ولا ينبغي له ذلك ، لاصطفى مما يخلق ما يشاء ، يقول : لاختار من خلقه ما يشاء . وقوله : ( سبحانه هو الله الواحد القهار ) يقول : تنزيها لله عن أن يكون له ولد ، وعما أضاف إليه المشركون به من شركهم [ ص: 253 ] ( هو الله ) يقول : هو الذي يعبده كل شيء ، ولو كان له ولد لم يكن له عبدا ، يقول : فالأشياء كلها له ملك ، فأنى يكون له ولد ، وهو الواحد الذي لا شريك له في ملكه وسلطانه ، والقهار لخلقه بقدرته ، فكل شيء له متذلل ، ومن سطوته خاشع .

التالي السابق


الخدمات العلمية